من الصلاة إلى الصلاة ومن الجمعة إلى الجمعة ومن رمضان إلى رمضان ومن الحج إلى الحج ، كما قال صلىاللهعليهوسلم : «الصلاة الخمس كفارات لما بينهن ما اجتنب الكبائر» (١) [٣٠٠].
(وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً) وهي الجنة.
وقرأ عاصم وأهل المدينة : (مَدْخلا) بفتح الميم وهو موضع الدخول.
وقرأ الباقون : بالضم على المصدر ، معنى الإدخال.
وروي عن أبي هريرة وعن أبي سعيد أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم جلس على المنبر ثم قال : «والذي نفسي بيده» ثلاث مرات ثم سكت فأقبل كل رجل منّا يبكي حزنا ليمين رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم قال : «ما من عبد يأتي بالصلوات الخمس ويصوم رمضان ويجتنب الكبائر إلّا فتحت له أبواب الجنة يوم القيامة حتى أنها لتصطفق» [٣٠١] ثم تلا (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ) (٢) الآية.
(وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ) الآية.
يقال : جاءت وافدة النساء إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالت : يا رسول الله أليس الله ربّ الرجال والنساء وأنت رسول الله إليهم جميعا ، فما بالنا يذكر الله الرجال ولا يذكر النساء؟ نخشى أن لا يكون فينا خير ولا لله فينا حاجة؟ فأنزل الله عزوجل هذه الآية ، وقوله : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ) (٣) الآية ، وقوله : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ) (٤).
وقيل : لمّا جعل الله (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) في الميراث ، قالت النساء : نحن أحوج إلى أن يكون لنا سهمان وللرجال سهم ، لأنا ضعفاء وهم أقوى وأقدر على طلب المعاش منّا ، فنزّل الله هذه الآية.
وقال مجاهد : قالت أم سلمة : يا رسول الله يغزوا الرجال ولا نغزوا ، وإنما لنا نصف الميراث ، فليتنا رجال فنغزو ونبلغ ما يبلغ الرجال ، فنزلت هذه الآية.
وقال قتادة والسدي : لما نزل قوله : (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) ، قال الرجال : إنا لنرجو أن يفضل علينا النساء بحسناتنا في الآخرة كما فضلنا عليهن في الميراث ، فيكون أجرنا على الضعف من أجر النساء. وقالت النساء : إنا لنرجو أن يكون الوزر علينا نصف ما على الرجال في الآخرة كما لنا الميراث على النصف من نصيبهم في الدنيا ، فأنزل الله (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا) من الثواب والعقاب (وَلِلنِّساءِ) كذلك ، قاله قتادة ، وقال أيضا : هو أن الرجل يجزي بالحسنة عشرة والمرأة تجزي بها عشرا.
__________________
(١) مسند ابن الجعد : ٨٤ ، مسند ابن يعلى : ٣٩ (بتفاوت يسير)
(٢) المستدرك : ٢ / ٢٤٠ ، صحيح ابن خزيمة : ١ / ١٦٣.
(٣) سورة الأحزاب : ٣٥.
(٤) سورة النحل : ٩٧.