كفاك كفّ ما تليق درهما |
|
جودا وأخرى تعط بالسيف دما (١) |
وقال آخر :
ليس تخفى يسارتي قدر يوم |
|
ولقد يخف شيمتي إعساري (٢) |
(وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ) : يعني العرب (أَأَسْلَمْتُمْ) : لفظ استفهام ومعناه أمر ، أي أسلموا كقوله : (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) : أي نهوا ، (فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا) : فقرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم هذه الآية ، فقال أهل الكتاب : أسلمنا. فقال للنصارى : أتشهدون أنّ عيسى كلمة من الله وعبده ورسوله ، فقالوا : معاذ الله.
وقال لليهود : إنّ عزير هو عبد الله ورسوله ، قالوا : معاذ الله فذلك قوله : (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ). بتبليغ الرسالة ، (وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) : عالم بمن يؤمن بالله ومن لا يؤمن بالله وبأهل الثواب وبأهل العقاب.
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ) : يجحدون ، (بِآياتِ اللهِ) : بحجّة وأعلامه ، وقيل : هي القرآن ، وقيل : هم اليهود والنصارى (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ) قرأ الحسن ويُقَتِّلُونَ بالتشديد فهما على تكثر.
وقرأ حمزة : (وتقاتلون الّذين يأمرون) اعتبارا بقراءة مسعود (وقاتلوا الذين يأمرون به) ، ووجه هذه القراءة (يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍ) وقد «قاتلوا الذين يأمرون» ؛ لأنه غير جائز عطف الماضي على المستقبل وفي حرف. أي : ويقتلون النبيين بغير حق والذين يأمرون بالقسط ، قال مقاتل : أراد به ملوك بني إسرائيل.
وقال معقل بن أبي سكين ، وابن جريح : كان الوحي يأتي الى أنبياء بني إسرائيل ، ولم يكن يأتيهم كتاب فيذكّرون قومهم فيقتلون. فيقوم رجال فمن اتّبعهم وصدقهم فيذّكرون قومهم فيقتلون أيضا. فهم (الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ).
وعن قبيصة بن دويب الخزاعي عن أبي عبيدة الجرّاح قال : قلت لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : أي الناس أشد عذابا يوم القيامة؟ قال : «رجل قتل نبيا ، أو رجل أمر بالمنكر ونهى عن المعروف» ، ثم قرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍ) إلى قوله : (وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ) ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا أبا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا في أول النهار ساعة واحدة ، فقام مائة وإثنا عشر رجلا من عبّاد بني إسرائيل فأمروا من قبلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر
__________________
(١) فتح القدير : ٥ / ٤٣٣.
(٢) جامع البيان للطبري : ٣٠ / ٢١٧.