(يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ) (١) إلى قوله تعالى : (وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (٢).
لفضحهم وذكر عيوبهم وذنوبهم ؛ غضبوا وقالوا : (ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ) وأنزل (إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ) جعله الله تعالى ثاني المصطفى صلىاللهعليهوسلم في موضعين من كتابه في أهل الميثاق بقوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ) (٣) والثاني في الوحي ، فقال : (إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ) فإن قيل : ما الحكمة في تقديم نوح على سائر الأنبياء وفيهم من هو أفضل منه؟ يقال : لأنه كان أبو البشر قال الله تعالى (وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ) وقيل : لأنه أول نبي من أنبياء الشريعة وأول داع ونذير عن الشرك.
وقيل : لأنه أول من عذب أمّته لردّهم دعوته وأهلك كل الأرض بدعائه عليهم لأنه كان أطول الأنبياء عمرا.
وقيل : إنه كبير الأنبياء ، وجعل معجزته في نفسه لأنه عمّر ألف سنة ولم ينقص له سن ولم تنقص له قوة ولم يشب له شعر.
وقيل لأنه لم يبالغ أحد من الأنبياء في الدين ما بالغ نوح ولم يصبر على أذى قوم ما صبر نوح وكان يدعو قومه ليلا ونهارا إعلانا وإسرارا وكان يشتم ويضرب حتى يغمى عليه فإذا فاق دعا وبالغ وكان الرجل منهم يأخذ بيد ابنه فيقول له : يا بني احذر هذا فإنه ساحر كذاب. قال الله تعالى (وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى) (٤)
وقال من عتق عنه [......] (٥) يوم القيامة بعد محمد صلىاللهعليهوسلم ، وقيل لأن مقامه الشكر قال الله تعالى (إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً) (٦) فكما [......] (٧) القرآن فكذلك نوح عليهالسلام صدر [......] (٨) وقال أول من يدعى إلى الجنة الحمّادون لله على كل حال.
(وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ) وهم أولاد يعقوب (وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً) قرأ يحيى بن وثاب ، والأعمش وحمزة زُبُوراً بضم الزاي بمعنى جمع زبر وزبور كأنه قال : قد كتبنا صحفا من بعده أي مكتوبة ، والباقون بفتح الزاي على أنه كتاب داود المسمى زبورا ، وكان داود يبرز إلى البرّية فيدعو بالزبور وكان يقوم معه علماء بني إسرائيل فيقومون خلفه. ويقوم الناس خلف العلماء ويقوم الجن خلف الناس ، الأعظم فالأعظم في [فلاة] عظيمة ويقوم [الناس] لهذا الجن الأعظم
__________________
(١) سورة النساء : ١٥٣. (٢) سورة النساء : ١٦٥.
(٣) سورة الأحزاب : ٧. (٤) سورة النجم : ٥٢.
(٥) كلمة غير مقروءة.
(٦) سورة الإسراء : ٣.
(٧) كلمة غير مقروءة.
(٨) كلمة غير مقروءة.