وقيل : هو عمران بن ماتان (١) ، وامرأته حنّة (٢) ، وخصّه من الأنبياء ؛ لأنّ الأنبياء والرسل بقضّهم وقضيضهم من نسلهم. (عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً) : نصب على حال قاله الأحفش.
الفرّاء على [القطع] ؛ لأنّ الذريّة نكرة وآل إبراهيم وآل عمران معرفة (٣).
الزجّاج : نصب على البدل. وقيل : على النكرة أي اصطفى ذريّة (بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) : وقيل : على الحال أي بعضها من ولد بعض. وقال أبو روق : بعضها على دين بعض (٤).
(وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) : قال الحروي : لمّا مات الحسن البصري وكان مماته عشية الجمعة ، فلمّا صلّى النّاس الجمعة حملوه ، فلم [تترك الصلاة] في المسجد الجامع بالبصرة منذ كان الإسلام إلّا يوم ممات الحسن ، فإن الناس اتّبعوا جنازته فلم يبق أحد يصلّي في المسجد صلاة العصر.
قال الجزائري : سمعت مناديا ينادي : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ) ، واصطفى الحسن البصري على أهل زمانه.
الأعمش عن أبي وائل ، قال : قرأت في مصحف عبد الله بن مسعود : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ) ، فقال ابن عباس ومقاتل : هو عمران بن مايان وليس هو بعمران أبو موسى وبينهما ألف وثلاثمائة سنة ، وكان بنو مايان (٥) رؤوس بني إسرائيل وأحبارهم وملوكهم.
وقال ابن إسحاق (٦) : هو عمران بن أشهم بن آمون بن ميثا بن حوقتا بن إحرين بن يونام بن عواريا بن إمضيا بن ياوس بن جربهوا بن يارم بن صف شاط بن لمساين بن يعمر بن سليمان بن داود عليهالسلام.
(إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً) : أي جعلت الذي في بطني محرّرا نذرا منّي لك ، والنذر : ما أوجبه الإنسان على نفسه بشريطة كان ذلك أو بغير شريطة.
__________________
(١) في القرطبي ٤ / ٦٣ نسبه للسهيلي.
(٢) تفسير القرطبي : ٤ / ٦٣ ، والقول للسهيلي.
(٣) تفسير الطبري : ٣ / ٣١٨.
(٤) مجمع البيان : ٥ / ٨٤.
(٥) وروي : ماتان. ماثان.
(٦) في تاريخ الطبري (١ / ٤١٨) : عمران بن ياشهم بن أمون بن منشا بن حزقيا بن إحزيق بن يوثام بن عزريا ابن أمصيا بن ياوش بن أحزيهو بن يارم بن يهشافاظ بن أسا بن أبيا بن رجعم بن سليمان.
وفي تاريخ دمشق : مريم بن عمران بن هاثان بن المعاذر بن اليود بن اجبن بن صادوق بن عيازور بن الياقيم بن أيبود بن زربائيل بن شالتان بن يوحينا بن لرشتيا بن أمون بن ميشا بن حزقيا بن أجاز بن يوثام بن عزريا بن بورام بن يوسافاط بن أسا بن إيبا بن رضيعم بن سليمان ، أقول : الاختلاف في الأغلب من اختلاف قراءة المخطوطات.