الْكِتابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَما يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (٦٩) يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (٧٠) يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٧١) وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٧٢) وَلا تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ أَوْ يُحاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٧٣) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٧٤))
(يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْراهِيمَ) : وتزعمون أنه كان على دينكم اليهودية والنصرانية ، وقد حدثت اليهودية بعد نزول التوراة ، والنصرانية بعد نزول الإنجيل.
(وَما أُنْزِلَتِ التَّوْراةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ) : بعد مهلك إبراهيم بزمان طويل ، وكان بين إبراهيم وموسى ألف سنة وبين موسى وعيسى ألفا سنة.
(أَفَلا تَعْقِلُونَ) : بعرض حجّتكم وبطلان قولكم.
(ها أَنْتُمْ) : قرأه أهل المدينة بغير همز ولا مدّ إلا بقدر خروج الألف الساكنة ، وقرأ أهل مكّة مهموزا مقصورا على وزن هعنتم ، وقرأ أهل الكوفة بالمدّ والهمز ، وقرأ الباقون بالمدّ دون الهمز.
واختلفوا في أصله فقال بعضهم : أصله أنتم والهاء تنبيها. وقال الأخفش : أصله أأنتم فقلبت الهمزة الأولى هاء كقولهم : هرقت وأرقت.
(هؤُلاءِ) : مبني على الكسر ، وأصله أولاء فدخلت عليه هاء التنبيه ، وفيه لغتان : القصر والمد ، ومن العرب من يعضها.
أنشد أبو حازم (١) :
لعمرك أنا والأحاليف هؤلا |
|
لفي محنة أطفالها لم تفطم (٢) |
وهؤلاء ها هاهنا في موضع النداء يعني يا هؤلاء.
(حاجَجْتُمْ فِيما لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ) : يعني في أمر محمد ، لأنهم كانوا يعلمونه مما يجدون من نعته في كتابهم فحاجّوا به بالباطل.
(فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ) : من حديث إبراهيم فليس في كتابكم أنّه كان يهوديا أو نصرانيا.
__________________
(١) في المصدر : حاتم.
(٢) تفسير الطبري : ٤ / ١٠٨ وفيه : أظفارها لم تقلم.