والحسن والموثّق عند من يقول بحجّيتهما يشترط أن لا يكونا شاذّين ، بل الصحيح الشاذّ ليس بحجّة فضلا عنهما ، وقد ظهر لك الشذوذ ، سلّمنا عدم الشذوذ ، لكن لا يعارضان الصحيح والمنجبر بعمل الأصحاب البتة ، بل الصحيح لا يعارض المنجبر المذكور ، كما هو المعروف المشهور من فقهائنا المتقدّمين والمتأخّرين ، وحقّقناه وأثبتناه في ملحقات «الفوائد الحائريّة» (١) فما ظنّك بغير الصحيح؟ سيّما مع انضمام المنجبر بالصحيح الذي عرفت ، وخصوصا مع اعتضادهما بالاصول الأصيلة الثابتة وغيرها ، مثل أنّ الظاهر من الكتاب وغير واحد من الأخبار أنّ البلوغ منحصر في الحلم ، خرج ما خرج بالإجماع وبقي الباقي.
وظهر لك ظاهر الكتاب ، وبعض الأخبار مثل : «رفع القلم عن الصبي حتّى يحتلم» (٢) ، ومثل : «إذا بلغوا الحلم كتبت عليهم السيّئات» (٣) ، وغيرهما مثل ما ورد من أنّه : «على الصبي الصيام إذا احتلم» (٤) إلى غير ذلك.
وممّا يؤيّد أيضا أنّ أحاديث الباقر عليهالسلام أبعد عن التقيّة ، ولم تكن مخالفة للحقّ بالعقل والنقل.
أمّا الثاني : فلمّا ورد من أنّ الباقر عليهالسلام كان يفتي أصحابه بمرّ الحقّ (٥).
وأمّا الأوّل : فلأنّ بني اميّة كانوا مشغولين بمحاربة بني العبّاس ، وكذا
__________________
(١) الفوائد الحائريّة : ٤٨٧ الفائدة ٣١.
(٢) الخصال : ١ / ٩٣ الحديث ٤٠ ، وسائل الشيعة : ١ / ٤٥ الحديث ٨١ نقل بالمضمون.
(٣) الكافي : ٦ / ٣ الحديث ٨ ، التوحيد للصدوق : ٣٩٢ الحديث ٣ ، وسائل الشيعة : ١ / ٤٢ الحديث ٧١.
(٤) من لا يحضره الفقيه : ٢ / ٧٦ الحديث ٣٣٣ ، وسائل الشيعة : ١ / ٤٥ الحديث ٨٠.
(٥) تهذيب الأحكام : ٢ / ١٣٥ الحديث ٥٢٦ ، الاستبصار : ١ / ٢٨٥ الحديث ١٠٤٣ ، وسائل الشيعة : ٤ / ٢٦٤ الحديث ٥١٠٨.