تبعتهم ، ومن هذا حصل له ـ صلوات الله عليه ـ الفرصة في إظهار الحقّ ، وكان الأمر في أوائل زمان الصادق عليهالسلام أيضا كذلك ، وبعد استقلال بني العبّاس عاد الأمر كما كان.
وأيضا الباقر عليهالسلام ، بسبب صحبته مع جابر بن عبد الله ، كان العامّة يزعمون أنّه كان يأخذ من جابر ، وأيضا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بلّغ إليه السلام ، ولقّبه بالباقر عليهالسلام ، وأنّه يبقر علم الدين بقرا ، وكان جابر يجاهر بهذا على رءوس الأشهاد (١).
وأيضا في زمانه لم يظهر بعد مذهب الشيعة ، والعامّة كانوا في غاية الاختلاف ، ولم يظهر بعد التعصّبات والمعاندات ما بين الشيعة وأهل السنّة ، بل ولم يؤسّس بعد مذاهب (٢) أهل السنّة.
لا يقال : رواية الثمالي (٣) أيضا عن الباقر عليهالسلام.
لأنّا نقول : مع شدّة ضعفها ، وكثرة ما يمنع عن العمل بها قد عرفت حال دلالتها.
وأيضا معلوم أنّ التقيّة إنّما تكون من المذهب المتداول في ذلك الزمان كما حقّق في محلّه ، والشافعي لم يكن في زمان الباقر عليهالسلام ، ولا زمان الصادق عليهالسلام ، بل كان أواخر زمان الكاظم عليهالسلام ، ومع ذلك ما اشتهر رأيه.
هذا ؛ مع أنّ الشافعي فروعه فروع الشيعة إلّا ما قلّ.
وأيضا قد عرفت أنّ الخمس عشرة سنة شعار الشيعة ، والمعصوم ـ صلوات
__________________
(١) راجع! بحار الأنوار : ٤٦ / ٢٢٣ ، باب مناقب الباقر عليهالسلام وأخبار جابر بن عبد الله الأنصاري.
(٢) في (ز ٣) و (د ١ ، ٢) : مذهب.
(٣) وسائل الشيعة : ١٩ / ٣٦٧ الحديث ٢٤٧٧٥.