بل المدار من زمان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى الآن على ذلك.
ويظهر من كلام الصدوق رحمهالله ـ غاية الظهور ـ عمله بالحديث الظنّي.
وكذا الحال بالنسبة إلى سائر فقهائنا القدماء والمحدّثين منهم.
وبالجملة ؛ كتبت في رسالتي في الاجتهاد (١) موانع كثيرة لا تحصى ، كلّ واحد منها يمنع حصول العلم المذكور ، فما ظنّك باجتماع الكلّ؟ هذا كلّه بالنسبة إلى خصوص سند تلك الأحاديث.
وأمّا متونها فلا يحصل العلم المذكور بكونها عين كلام الشارع (٢) ، لأنّ الشيعة مجمعون على جواز النقل بالمعنى في الرواية.
فلعلّ المتن من أحد الرواة ، بل كلّ راو يحتمل أن يكون نقل كلام من روى عنه بالمعنى.
وكون روايتهم بالمعنى يؤدّي عين مراد المعصوم عليهالسلام بعنوان العلم المذكور من أين هذا؟
بل المتتبّع في الأخبار يحصل له العلم بأنّ الخبر الواحد كان ينقل بمتون متعدّدة ، وكان يتفاوت المعنى.
مع أنّا رأينا كثيرا ما وقع في أخبارنا تقديم وتأخير وسقط واشتباه وتحريف وتصحيف .. إلى غير ذلك.
فجاز أن يكون في غير ما عثرنا عليه أيضا ، وقع ما وقع فيما عثرنا عليه ، وحصول العلم المذكور بعدم الوقوع من أين؟
وأثبتنا في الرسالة (٣) موانع شتّى بحسب المتن أيضا ، أشرنا هنا إليها في الجملة.
__________________
(١) الرسائل الاصوليّة : ١٦.
(٢) في (د ٢) : المعصوم.
(٣) الرسائل الاصوليّة : ١٦.