زوال الشمس أربعة أقدام فلا تصلّي إلّا العصر» (١) ، فمحمول على التقيّة ، كما سيجيء.
وأمّا الاستحاضة ؛ فقد عرفت أنّها دم فاسد يخرج من العرق العاذل ، وفي الأغلب أصفر وبارد ورقيق يخرج بفتور ، وحالها في هذه الأوصاف حال الحيض في أوصافه ، وقد عرفت حاله والدليل على ذلك ، والخروج بفتور في مقابل الدفع الذي في الحيض.
فما في «المدارك» من أنّه لم يقف له على مستند (٢) ، فيه ما فيه.
وكلّ دم يكون أقلّ من ثلاثة أيّام ولم يكن من قرح أو جرح ، فهو استحاضة عند الفقهاء ، لانحصاره فيما ذكر ، إذ لا يخرج من المرأة دم إلّا أن يكون من قرح أو جرح أو العرق العاذل ، ولا يوجد دم غير ما ذكر ، إذ الحيض لا يكون أقلّ من ثلاثة أيّام ، ولا دم غير ما ذكر بالاستقراء وقول أهل الخبرة وحكم العقل ، فلا يجب في الحكم بكونه استحاضة تقييده (٣) بما إذا كان بصفة الاستحاضة لما عرفت.
مضافا إلى ما عرفت من أنّها صفات غالبة يعتبر في مقام التمييز عن الحيض ، فتأمّل جدّا!
وممّا ذكر ظهر حال ما زاد عن العشرة ، وكذا ما رأته في سنّ اليأس وقبل التسع.
والاستحاضة ـ على المشهور ـ على ثلاثة أقسام : قليلة ، ومتوسّطة ، وكثيرة ، وذلك لأنّ المستحاضة يجب أن تعتبر نفسها بأن تأخذ قطنة متعارفة
__________________
(١) وسائل الشيعة : ٢ / ٣٦١ الحديث ٢٣٦٧.
(٢) مدارك الأحكام : ٢ / ٨.
(٣) في (د ٢) : من تقييده.