ومن أسباب الخلل توهّم الراوي أو النسّاخ ، وغيرهما من الامور الكثيرة التي أشرنا إليها في رسالتنا في الاجتهاد (١) ، ورسالتنا في الجمع بين الأخبار (٢) ، وغيرهما (٣) ، فلا مانع من أن تكون زيادة كلمة «لا» وهما ، أو اشتباها.
وربّما قرأ «ولاء» أي متتابعة ، ردّا على من زعم أنّ القضاء لا بدّ فيه من التفرقة ، كما يظهر ذلك من أخبار كثيرة ، ومنها : مكاتبة الصفّار : «يقضي [عنه أكبر وليّه] عشرة أيّام ولاء» (٤) فلاحظ.
وأمّا كون «تقضي صلاتها» بدون الواو ، فلأنّه كتابة ، فربّما كتب عليهالسلام تحت قول السائل : هل يجوز صومها؟ : تقضي صومها ولاء ، وكتب تحت صلاتها : تقضي صلاتها.
وأمّا أمر فاطمة عليهاالسلام ؛ فقد ورد في غير هذه الرواية من أخبار اخر (٥) أيضا ، وحمل على أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يأمرها عليهاالسلام لإرشاد غيرها لا لها ، كما هو المناسب من أنّ أمثال هذه الامور تبليغها بواسطة النساء ، وأنّ النساء الأجنبيّات لا يسألن بأنفسهنّ عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والأئمّة عليهمالسلام صونا لحيائها وستر عوراتها ، ولذلك قال عليهالسلام : «كان يأمر بذلك» الظاهر في التكرار والتكثار ، مع أنّ مرّة واحدة تكفي بالنسبة إلى امرأة واحدة ، ولا يعقل تركها لما تستعمل المستحاضة في شهر رمضان
__________________
(١) الرسائل الاصوليّة : ٣٠ و ٣١.
(٢) الرسائل الاصوليّة : ٤٧٥.
(٣) الفوائد الحائريّة : ١١٨ و ١١٩.
(٤) الكافي : ٤ / ١٢٤ الحديث ٥ ، من لا يحضره الفقيه : ٢ / ٩٨ الحديث ٤٤١ ، تهذيب الأحكام : ٤ / ٢٤٧ الحديث ٧٣٢ ، الاستبصار : ٢ / ١٠٨ الحديث ٣٥٥ ، وسائل الشيعة : ١٠ / ٣٤٠ الحديث ١٣٥٥٤.
(٥) الكافي : ٣ / ١٠٤ الحديث ٣ ، تهذيب الأحكام : ١ / ١٦٠ الحديث ٤٥٩ ، وسائل الشيعة : ٢ / ٣٤٧ الحديث ٢٣٢٨.