بالخطبة ، ويتأتّى منه فهمها وإملاؤها من غير تتعتع فيها (١) ، وسيجيء الكلام في ذلك.
ولعلّ مراد الكراجكي من (وجهها) هو النهج المقرّر في الخطبة شرعا ، فوجه الاشتراط ظاهر ، لما سيجيء في الخطبة ، ويحتمل أن يكون مراده منه قابليّة التأثير ، لأنّ ذلك هو الغرض من الخطبة ، والظاهر أنّ نظر المفيد رحمهالله أيضا إلى ذلك ، فتأمّل!
ولعلّ نظر من اشترط القدرة على إنشائها ، إلى أنّ المعروف من فعل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمة عليهمالسلام هو إنشاء الخطبة ، وكذلك الظاهر من فعل السلف ، والمنصوبين من قبل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والإمام عليهالسلام ، فتأمّل!
وأيضا ربّما كان المتبادر من قوله عليهالسلام : «فإن كان لهم من يخطب لهم جمعوا» (٢) القادر على الإنشاء ، فتأمّل!
وبالجملة ؛ إلى الآن ما اطّلعت على وجهه بنحو لا يكون خاليا عن التأمّل.
وأمّا طهارة المولد ؛ وهو أن لا يظهر كونه ولد زنا ، فلأنّه مذهب الأصحاب (٣) ، ولحسنة زرارة ، عن الباقر عليهالسلام ، عن علي عليهالسلام : «لا يصلّين أحدكم خلف المجذوم والأبرص والمجنون والمحدود وولد الزنا» (٤) ، ولغير هذه الحسنة ممّا
__________________
(١) الوافي : ٨ / ١١٢٢.
(٢) تهذيب الأحكام : ٣ / ٢٣٨ الحديث ٦٣٤ ، الاستبصار : ١ / ٤٢٠ الحديث ١٦١٤ ، وسائل الشيعة : ٧ / ٣٠٦ الحديث ٩٤٢٤.
(٣) منهم العلّامة في تذكرة الفقهاء : ٤ / ٢٥ ، الشهيد في الدروس الشرعيّة : ١ / ١٨٨ ، العاملي في مدارك الأحكام : ٤ / ٦٩.
(٤) الكافي : ٣ / ٣٧٥ الحديث ٤ ، من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٤٧ الحديث ١١٠٦ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٣٢٥ الحديث ١٠٧٩٧.