بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وبه ثقتي وبه نستعين
الحمد لله ربّ العالمين ، حمدا كثيرا كما هو أهله ويستحقّه ، والصلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين أوليائه وحججه ، نشكره على ما هدى ، وعلى حفظه إيّانا عن الهلكة والردى.
ونسأله أن يكون ذلك على ما يحبّ ويهدي ، ويقهرنا على دينه القويم ، وصراطه المستقيم ، بفضله العظيم ، ولطفه العميم ، إنّه حليم كريم ، رءوف رحيم.
أمّا بعد قول المصنّف رحمهالله : (فمن كان). إلى آخره.
اعلم! أنّ الأحكام الشرعيّة بأسرها توقيفيّة ، موقوفة على الثبوت من الشرع بالبديهة ، سواء كانت في العبادات أو المعاملات.
وأمّا موضوعاتها ـ وهي عبارة عن أفعال المكلّفين وما يتعلّق بها ، وبعبارة اخرى : مجموع معاني ألفاظ الآيات والأخبار الواردة في بيان الأحكام غير نفس الأحكام ـ فليست بتوقيفيّة ، بل يجوز الرجوع فيها إلى غير الشرع من العرف واللغة والعقل ، وقول أهل الهيئة والأطبّاء وأهل الخبرة وأمثال ذلك ، وبيّنا وجه الجواز في «الفوائد» (١).
__________________
(١) الفوائد الحائرية : ٩٦ ـ ١٠٠ و ١٠٥ ـ ١١١.