من الصحابة : عبد الله بن زيد بن عاصم ومعقل بن يسار الاسلمي ومحمد بن عمرو بن حزم وابن الغسيل واباحها ثلاثا ولم يبق دارا الا انتهبت الادار على بن الحسين حماها رجل من اهل الشام ، ودار اسامة بن زيد فان كلبا حماها ، ودار امرأة من حمير فان حمير حمتها ، ثم أخذهم بالبيعة ليزيد على انهم عبيد ليزيد وسماها خبثة ، وقد سماها رسول الله صلى الله عليه وآله : طيبة (١).
وقد تقدم ذكر الحرة ونهب يزيد المدينة من صحيح مسلم في الجزء الرابع يرفعه إلى ابن عمر حيث حضر عند عبد الله بن مطيع نائب يزيد بعد نهب المدينة ، يسأله البيعة ليزيد (٢) فثبت نهبها من الصحاح والحسان ايضا متفقا على ذلك ، فهذا اقبح الاحداث وافحشها ، فقد استحق بهذه الاحداث ما شرطه رسول الله صلى الله عليه وآله لمن احدث فيها حدثا أو آوى فيها محدثا ، اضافة إلى استحقاق ما يستحقه بقتل الحسين عليه السلام.
والنبى صلى الله عليه وآله لعن من احدث في المدينة حدثا وهو عالم بما يحدثه فيها يزيد بالوحى إليه صلى الله عليه وآله ، ليجعل ذلك علامة على استحقاق قاتل الحسين عليه السلام ما شرط من اللعن وتعريفا لمن يوقعه في ذلك ، شبهة ممن لم ينعم النظر وجعل ذلك مستحقا بطريق لا يقع فيه اشتباه.
٥٣٧ ـ ومن صحيح مسلم في الجزء الخامس منه وبالاسناد المقدم قال : حدثنا محمد بن مثنى وابن بشار ، واللفظ ـ لابن مثنى ـ قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن ابى مسلمة ، قال : سمعت ابا نضرة يحدث عن ابى سعيد الخدرى قال : اخبرني من هو خير منى : ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعمار حين جعل يحفر الخندق وجعل يمسح رأسه ويقول : ويس (٣) ابن سمية تقتلك فئة باغية (٤)
__________________
(١) تاريخ الطبري الجزء الرابع في حوادث سنة ثلاث وستين ص ٣٧٠.
(٢) صحيح مسلم الجزء السادس ص ٢٢.
(٣) ويس : كلمة في موضع رأفة واستملاح ـ لسان العرب ونقله ايضأ عن ابن الاثير : ويس كلمة تقال لمن يرحم ويرفق به.
(٤) صحيح مسلم الجزء الثامن كتاب الفتن ص ١٨٥.