فانطلق على عليه السلام إلى شمعون بن خاريا اليهودي الخيبرى ، فاستقرض منه ثلاثة اصوع من شعير.
وفى حديث المزني ، عن ابن مهران الباهلى : فانطلق على عليه السلام إلى جار ، له من اليهود يعالج الصوف يقال له : شمعون بن حاريا ، فقال له : هل لك أن تعطيني جزة من الصوف تغزلها لك بنت محمد صلى الله عليه وآله بثلاثة اصوع من شعير؟ فقال له : نعم فاعطاه ، فجاء بالصوف والشعير ، فاخبر فاطمة عليها السلام بذلك فقبلته واطاعت.
قالوا فقامت فاطمة عليها السلام إلى صاع فطحنته واختبزت منه خمسة اقراص لكل واحد منهم قرصا وصلى على عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وآله المغرب ، ثم أتى المنزل ، فوضع الطعام بين يديه ، إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب فقال : السلام عليكم اهل بيت محمد ، مسكين من مساكين المسلمين ، اطعموني اطعمكم الله من موائد الجنة ، فسمعه على عليه السلام فامر باعطائه ، قال : فأعطوا الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم ولم يذوقوا شيئا الا الماء القراح ، فلما ان كان اليوم الثاني قامت فاطمة عليها السلام إلى صاع فطحنته واختبزته وصلى على مع النبي عليهما السلام ، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه ، فأتاهم يتيم ، وقف بالباب ، وقال : السلام عليكم اهل بيت محمد ، يتيم من اولاد المهاجرين استشهد والدى يوم العقبة أطعموني اطعمكم الله من موائد الجنة فسمعه على وامر باعطائه ، فاعطوا الطعام ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئا الا الماء القراح ، فلما كان اليوم الثالث قامت فاطمة صلوات الله عليها إلى الصاع الثالث فطحنته واختبزته وصلى على عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وآله ثم اتى المنزل فوضع الطعام بين يديه ، إذ اتاهم اسير فوقف بالباب ، فقال : السلام عليكم اهل بيت محمد تأسروننا وتشدوننا ولا تطعمونا ، أطعموني فانى اسير محمد اطعمكم الله من موائد الجنة ، فسمعه على عليه السلام فامر باعطائه ، قال : فأعطوه الطعام ومكثوا ثلاثة ايام ولياليها لم يذوقوا شيئا الا الماء القراح ، فلما كان اليوم الرابع وقد وفوا نذرهم ، أخذ على عليه السلام بيده اليمنى الحسن وبيده اليسرى الحسين واقبل على رسول الله صلى الله عليه وآله وهم يرتعشون