سورة المزمل
هي مكيّة إلّا قوله سبحانه : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ) إلى آخر السورة ، وهي ثمانمائة وثمانية وثلاثون حرفا ، ومائتان وخمس وثمانون كلمة ، وعشرون آية في الكوفي أخبرني أبو الحسن الماوردي ، قال : حدّثنا أبو محمد بن أبي حامد ، قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن الحسن الأصفهاني ، قال : حدّثنا المؤمل بن إسماعيل ، قال : حدّثنا سفيان الثوري ، قال : حدّثنا أسلم المعري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ابزي عن أبيه عن أبي بن كعب ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قرأ سورة المزمّل رفع عنه العسر في الدنيا والآخرة» [٤١] (١).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١) قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً (٢) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (٣) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (٤) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً (٥) إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً (٦))
(يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) المتلفف بثوبه ، وأصله المتزمل فأدغم التاء في الزاء ، ومثله يقال : تزمل وتدثر بثوبه إذا تغطى به ، وزمل غيره إذا غطّاه.
قال امرؤ القيس :
كبير أناس في بجاد مزمّل (٢)
قال أبو عبد الله الجدلي : سألت عائشة عن قوله سبحانه : (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) ما كان تزميله ذلك؟ قالت : كان مرطا طوله أربع عشر ذراعا نصفه عليّ وأنا نائمة ونصفه على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهو يصلّي.
قال أبو عبد الله : فسألتها ما كان؟
قالت : والله ما كان جزّا ولا قزّا ولا مرعزي ولا إبريسم ولا صوفا كان سداه شعرا ولحمته وبرا.
__________________
(١) تفسير مجمع البيان : ١٠ / ١٥٧.
(٢) لسان العرب : ١٠ / ٢٥٥.