سورة البلد
مكية ، وهي ثلاثمائة وعشرون حرفا ،
واثنتان وثمانون كلمة ، وعشرون آية.
أخبرنا نافل بن ارضم بن عبد الجبّار قال : أخبرنا عبد الله بن أحمد بن محمد الصفّار قال : حدّثنا عمرو بن محمد قال : حدّثنا سباط بن اليسع قال : حدّثنا يحيى بن عبد الله السلمي قال : حدّثنا أبو عصمة نوح بن أبي مريم عن عليّ بن زيد عن زرّ عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «من قرأ (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ) أعطاه الله الأمن من غضبه يوم القيامة» [١٤٧] (١).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (١) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ (٢) وَوالِدٍ وَما وَلَدَ (٣) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ (٤) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (٥) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً (٦) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (٧) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (٨) وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ (٩) وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ (١٠))
(لا أُقْسِمُ) يعني أقسم (بِهذَا الْبَلَدِ) يعني مكّة (وَأَنْتَ) يا محمّد (حِلٌ) حلال (بِهذَا الْبَلَدِ) تصنع ما تريد من القتل والأسر ، وذلك أنّ الله سبحانه أحلّ لنبيّه صلىاللهعليهوسلم مكّة يوم الفتح حتّى قاتل وقتل ، وأحلّ ما شاء وحرم ما شاء ، وقتل ابن خطل وهو متعلّق بأستار الكعبة ، ومقيّس بن صبابة وغيرهما ثمّ قال : «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن» (٢) فأحلّ دم ابن خطل وأصحابه وحرّم دار أبي سفيان ، ثمّ قال صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الله حرّم مكّة (يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) ، فهي حرام إلى أن تقوم الساعة ، لم تحلّ لأحد قبلي ولا يحلّ لأحد بعدي ولم يحلّ لي إلّا ساعة من نهار ، فلا يعضد شجرها ولا نختلي خلالها ولا نفر صيدها ولا يحلّ لقطتها إلّا المنشد».
فقال العبّاس : يا رسول الله إلّا الإذخر فإنّه لقيوننا وقتورنا وبيوتنا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «إلّا الإذخر» [١٤٨] (٣).
__________________
(١) تفسير مجمع البيان : ١٠ / ٣٥٧.
(٢) مسند أحمد : ٢ / ٥٣٨.
(٣) مسند أحمد : ١ / ٢٥٣ بتفاوت.