سورة التكاثر
مكّيّة ، وهي مائة وعشرون حرفا ،
وثمان وعشرون كلمة ، وثماني آيات
أخبرني محمد بن القثم قال : حدّثنا محمد بن مطر قال : حدّثنا إبراهيم بن شريك قال : حدّثنا أحمد بن يونس قال : حدّثنا سلام بن سليم قال : حدّثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من قرأ (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) لم يحاسبه بالنعيم الذي أنعم عليه في دار الدنيا ، وأعطي من الأجر كأنما قرأ ألف آية» [٢٣٩] (١).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (١) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ (٢) كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣) ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٤) كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (٥) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (٦) ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ (٧) ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨))
(أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) يقول : شغلتكم المباهاة والمفاخرة بكثرة المال والعدد عن طاعة ربّكم وما ينجيكم من سخطه عليكم (حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ) أي متّم فدفنتم فيها.
قال قتادة : نزلت في اليهود قالوا : نحن أكثر من بني فلان ، وبنو فلان أكثر من بني فلان ، ألهاهم ذلك حتى ماتوا ضلّالا. وقال ابن بريدة : نزلت في فخذ من الأنصار تفاخروا. مقاتل والكلبي : نزلت في حيّين من قريش : بني عبد مناف وبني قصي ، وبني سهم بن عمرو بن هصيص ابن كعب ، كان بينهم لحاء فتعادّوا السادة والأشراف أيّهم أكثر فقال بنو عبد مناف : نحن أكثر سيّدا وأعزّ عزيزا وأعظم نفرا وأكثر عددا.
وقال بنو سهم مثل ذلك فكثرهم بنو عبد مناف ثم قالوا : نعدّ موتانا حتى زاروا القبور فعدّوهم ، وقالوا : هذا قبر فلان وهذا قبر فلان ، فكثرهم بنو سهم بثلاثة أبيات ؛ لأنهم كانوا أكثر عددا في الجاهلية فأنزل الله سبحانه هذه الآية.
__________________
(١) تفسير مجمع البيان : ١٠ / ٤٣٠.