سورة الإنسان (الدهر)
مكية ، وهي ألف وأربع مائة وخمسون حرفا ،
ومائتان وأربعون كلمة ، وإحدى وثلاثون آية
أخبرني نافل بن راقم قال : حدّثنا محمد بن شادة قال : حدّثنا أحمد بن الحسن قال : حدّثنا محمد بن يحيى قال : حدّثنا مسلم بن قتيبة عن شعبة عن عاصم عن زرّ عن أبيّ بن كعب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قرأ سورة هل أتى كان جزاؤه على الله (جَنَّةً وَحَرِيراً)» [٧٦] (١).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (١) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً (٢) إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (٣) إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالاً وَسَعِيراً (٤) إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً (٥) عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً (٦))
(هَلْ أَتى) قد أتى (عَلَى الْإِنْسانِ) آدم عليهالسلام ، وهو أول من سمّي به (حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) أربعون سنة ملقى بين مكة والطائف قبل أن ينفخ الروح فيه (لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) لا يذكر ولا يعرف ولا يدري ما اسمه ولا ما يراد به ، وروى أن عمر سمع رجلا يقول (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) فقال عمر : ليتها تمت ، وقال عون بن عبد الله : قرأ رجل عند ابن مسعود الآية فقال : إلّا ليت ذلك.
(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ) يعني ولد آدم (مِنْ نُطْفَةٍ) يعني من منيّ الرجل ومنيّ المرأة ، وكل ماء قليل في وعاء فهو نطفة ، كقول عبد الله بن رواحة : هل أنت إلّا نطفة ، وجمعها نطاف ونطف ، وأصلها من نطف إذا قطر. (أَمْشاجٍ) أخلاط ، واحدها مشج مشيج مثل حذن وحذين قال رؤبة :
يطرحن كلّ معجّل نسّاج |
|
لم يكس جلدا في دم أمشاج (٢) |
__________________
(١) تفسير مجمع البيان : ١٠ / ٢٠٦.
(٢) جامع البيان للطبري : ٢٩ / ٢٥٢.