سورة تبت (المسد)
مكية ، وهي سبعة وسبعون حرفا ،
وعشرون كلمة ، وخمس آيات
أخبرنا الحراثي قال : حدّثنا أبو الشيخ الحافظ قال : حدّثنا إبراهيم بن شريك قال : حدّثنا أحمد بن يونس قال : حدّثنا سلام بن سليم قال : حدّثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبيّ بن كعب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قرأ سورة تبّت رجوت أن لا يجمع الله سبحانه بينه وبين أبي لهب في دار واحدة» [٢٩٩] (١).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (٢) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (٣))
(تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ).
أخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا مكي قال : حدثنا عبد الله بن هاشم قال : حدثنا عبد الله بن نمير قال : حدّثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما أنزل الله سبحانه : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (٢) أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم الصفا فصعد عليه ثم نادى : يا صباحاه ، فاجتمع إليه الناس بين رجل يجيء وبين رجل يبعث رسوله فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا بني عبد المطلب يا بني فهر يا بني عدي أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذ الجبل يريد أن تغير عليكم صدّقتموني؟» قالوا : نعم ، قال : «فإني (نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ)» [٣٠٠] (٣) فقال أبو لهب : تبا لكم سائر هذا اليوم ، وما دعوتموني إلا لهذا؟ فأنزل (تَبَّتْ) أي خابت وخسرت ، (يَدا أَبِي لَهَبٍ) أي تب هو أخبر عن يديه والمراد به نفسه على عادة العرب في التعبير ببعض الشيء عن كلّه كقوله سبحانه : (فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) (٤) و
__________________
(١) تفسير مجمع البيان : ١٠ / ٤٧٤.
(٢) سورة الشعراء : ٢١٤.
(٣) تفسير جامع البيان للطبري ١٩ / ١٤٧ وصحيح البخاري : ٣ / ١٩٠.
(٤) سورة الشورى : ٣٠.