(قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) (١) ونحوها ، وقيل : اليد صلة يقول العرب : يد الدّهر ويد الرزايا والمنايا ، قال الشاعر :
لما أكبّت يد الرزايا |
|
عليه نادى ألا مجير (٢) |
وقيل : المراد به ماله وملكه يقال : فلان قليل ذات اليد ، يعنون به المال.
والتباب الخسار والهلاك ، سمعت أبا القاسم الحبيبي يقول : سمعت محمد بن مسعود السوري قال : سمعت نفطويه قال : سمعت المنقري عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال : لما قتل عثمان رضياللهعنه سمعوا صوت هاتف من الجن يبكي.
لقد خلّوك وانصرفوا |
|
فما عطفوا (٣) ولا رجعوا |
ولم يوفوا بنذرهم |
|
فتبّا للذي (٤) صنعوا (٥) |
وأبو لهب هو ابن عبد المطلب واسمه عبد العزي فلذلك لم يسمّه ، وقيل اسمه كتيبة ، قال : مقاتل كنّي أبا لهب لحسنه وإشراق وجهه ، وكانت وجنتاه كأنهما تلتهبان.
(وَتَبَ) أبو لهب الواو فيه واو العطف ، وقرأ عبد الله وأبي (وقد تب) فالأول دعاء والثاني كما يقال غفر الله لك ، وقد فعل وأهلكه الله وقد فعل ، والواو فيه واو الحال.
وقراءة العامة (أَبِي لَهَبٍ) بفتح الهاء ، وقرأ أهل مكة بجزمها ، ولم يختلفوا في قوله : (ذاتَ لَهَبٍ) أنه مفتوح الهاء ؛ لأنهم راعو فيه رءوس الآي.
أخبرنا الحسين بن محمد قال : حدّثنا السني قال : حدّثنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي قال : حدّثنا شريح بن يونس قال : حدّثنا هشيم قال : أخبرنا منصور عن الحكم عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال : لما خلق الله القلم قال : أكتب ما هو كائن فكتب فمما كتب : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ).
وأخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسن قال : أخبرنا أبو الطيب محمد بن عبد الله ابن المبارك الثعيري قال : حدّثنا محمد بن أشرس السلمي قال : حدّثنا عبد الصمد بن حسان المروّالروذيّ عن سفيان عن منصور قال : سئل الحسن عن قوله : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) هل كان في أم الكتاب وهل كان يستطيع أبو لهب أن لا يصلى النار؟ فقال الحسن : والله ما كان يستطيع أن لا يصليها وإنها لفي كتاب الله قبل أن يخلق أبو لهب وأبواه (٦).
__________________
(١) سورة البقرة : ٩٥.
(٢) تفسير القرطبي : ٢٠ / ٢٣٦ ، وفتح القدير : ٥ / ٥١١.
(٣) في المصدر : آبوا.
(٤) في المصدر : فيا تبّا لما.
(٥) تفسير القرطبي : ٢٠ / ٢٣٥.
(٦) تفسير القرطبي : ٢٠ / ٢٣٧.