سورة الإنشقاق
مكيّة. وهي خمس وعشرون آية ، ومائة
وسبع كلمات ، وأربع مائة وأربع وثلاثون حرفا
أخبرني سعيد بن محمد وكامل بن أحمد ومحمد بن القاسم قالوا : أخبرنا محمد بن مطر قال : حدّثنا إبراهيم بن شريك قال : حدّثنا أحمد بن يونس قال : حدّثنا سلام بن سليم قال : حدّثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبيّ بن كعب قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «من قرأ سورة انشقت أعاذه الله سبحانه أن يعطيه (كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ)» [١١٢] (١).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (١) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (٢) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (٣) وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ (٤) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (٥) يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ (٦) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ (٧) فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً (٨) وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (٩) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ (١٠) فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً (١١) وَيَصْلى سَعِيراً (١٢) إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً (١٣) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (١٤) بَلى إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً (١٥) فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (١٦) وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ (١٧) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (١٨) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (١٩) فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٢٠) وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ (٢١) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (٢٢) وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ (٢٣) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٢٤) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٢٥))
(إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّها) أي سمعت أمر ربها بالانشقاق وطاعته (وَحُقَّتْ) أي وحق لها أن تطيع ربّها وحق الله ذلك عليه.
(وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ) مدّ الأديم العكاظي وزيد في سعتها. (وَأَلْقَتْ) أخرجت (ما فِيها) من الموتى والكنوز (وَتَخَلَّتْ) وخلت فليس في باطنها شيء. (وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ) ، واختلفوا في جواب قوله (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) فقيل جوابه متروك ؛ لأنّ المعنى مفهوم ، وقيل جوابه (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ) ومجازه : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) لقي كل كادح ما عمله ، قال المبرّد : فيه تقديم وتأخير تقديره (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً
__________________
(١) تفسير مجمع البيان : ١٠ / ٣٠١.