وقال شرحبيل بن سعد : معنى قوله : (وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ) قال : يحرّمون أن تقتلوا بها صيدا أو يعضدوا بها شجرة ، ويستحلّون إخراجك وقتلك. (وَوالِدٍ وَما وَلَدَ) قال عكرمة وسعيد ابن جبير : (الوالد) الذي يولد له (وَما وَلَدَ) العاقر الذي لا يولد له ، وروياه عن ابن عبّاس وعلي ، هذا القول تكون ما بقيا ، وهو يعبد (١) ولا تصحّ إلّا بإضمار. عطية عنه : الوالد وولده.
مجاهد وقتادة والضحّاك وأبو صالح : (وَوالِدٍ) آدم (وَما وَلَدَ) ولده.
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا برهان بن علي قال : حدّثنا عبد الله بن الوليد العكبري قال : حدّثنا محمد بن موسى الحرشي قال : حدّثنا جعفر بن سلميان قال : سمعت أبا عمران الخولي قرأ (وَوالِدٍ وَما وَلَدَ) قال إبراهيم وما ولد. (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ) أي نصّب.
عن الوالبي عن ابن عبّاس الحسن : يكابد مصايب الدنيا وشدائد الآخرة. قتادة : في مشقّة فلا يلقاه إلّا يكابد أمر الدنيا والآخرة. سعيد بن جبير : في شدّة ، وعن الحسن أيضا : يكابد الشكر على السراء ، والصبر على الضرّاء فلا يخلو منهما. عطية عن ابن عبّاس : في شدّة خلق حمله وولادته ورضاعه وفصاله ومعاشه وحياته وموته. عمرو بن دينار عنه : نبات أسنانه. يمان : لم يخلق الله خلقا يكابد ما يكابد ابن آدم وهو مع ذلك أضعف الخلق ، وعن سعيد بن جبير أيضا في ضيق معيشته. ابن كيسان : المكابدة مقاساة الأمر وركوب معظمه ، وأصله الشدّة وهو من الكبد. قال لبيد :
عين هلا بكيت اربد |
|
إذ قمنا وقام الخصوم في كبد (٢) |
وقال مجاهد وإبراهيم وعكرمة وعبد الله بن شدّاد وعطية والضحّاك : يعني منتصبا قائما معتدل القامة ، وهي رواية مقسم عن ابن عبّاس قال : خلق كلّ شيء يمشي على الأرض على أربعة إلّا الإنسان ، فإنّه خلق منتصبا قائما على رجلين. مقاتل : في قوّة نزلت في ابن الاسدين واسمه أسيد بن كلده بن أسيد بن خلف ، وكان شديدا قويّا يضع الأدم العكاظي تحت قدميه ، فيقول : من أزالني عنه فله كذا وكذا ، فلا يطاق أن تنزع من تحت قدميه إلّا قطعا ويبقى موضع قدمه ، ويقال : هو شدّة الأمر والنهي والثواب والعقاب ، وقال ابن زيد : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ) يعني آدم في كبد أي وسط السماء وذلك حين رفع إلى الجنّة. أبو بكر الوراق : يعني لا يدرك هواه ولا يبلغ مناه. خصيف في معناه ومقاساة وانتقال أحوال نطفة ثمّ علقة إلى آخر تمام الخلق. ابن كيسان : منتصبا رأسه فإذا أذن الله سبحانه في إخراجه انقلب رأسه إلى رجلي أمّه ، وقيل : جريء القلب غليظ الكبد مع ضعف خلقته ومهانة مادّته. جعفر : أي في بلاء ومحنة. ابن عطاء : في ظلمة وجهل.
__________________
(١) كذا في المخطوط.
(٢) لسان العرب : ٣ / ٣٧٦.