(وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ) رضوان الله هو مقام رؤيته تعالى التي تكمل بها معرفته والإنسان جسد وروح ، ففى الجنات ومساكنها أعلى النعيم الجسماني ، ورضوان الله هو أعلى النعيم الروحاني.
(ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) أي ذلك الوعد بالنعيم الجسماني والروحاني هو الفوز العظيم الذي يجزى به المؤمنون المخلصون ، لا غيره من حظوظ الدنيا الفانية التي يتكالب عليها الكفار والمنافقون.
وقد ورد فى وصف الجنة ودرجاتها أحاديث بعضها موضوع ، وبعضها منكر ، ومن ذلك ما روى عن أبى هريرة وعمران بن حصين أنهما قالا لمن سألهما : على الخبير سقطت ، وأنهما سألا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكرا وصفا طويلا ، منه أنه يوجد هناك ألوف من البيوت فى كل منها ألوف من الحور العين ، وهو حديث منكر من دسائس الوضاعين ككعب الأحبار وغيره. قال ابن القيم : لم يثبت فى نساء الجنة حديث صحيح بأكثر من زوجين لكل رجل.
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٧٣) يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا وَما نَقَمُوا إِلاَّ أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (٧٤))
تفسير المفردات
الجهاد ، والمجاهدة : استفراغ الجهد والوسع فى مدافعة العدو ، وهو ثلاثة أضرب : مجاهدة العدو الظاهر. مجاهدة الشيطان. مجاهدة النفس والهوى ، ويشير إلى هذه