فلئن لقيتك خاليين لتعلمن |
|
أيّى وأيك فارس الأحزاب |
ثم ذكر مقدمات العذاب الموعود به فقال :
(إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ) أي إنا مخرجو الناقة من الهضبة التي طلبوا من نبيهم بعثها منها ، لتكون آية لهم ، وحجة على صدقه فى ادعائه النبوة ، وتكون فتنة واختبارا لهم ، أيؤمنون بالله ويتبعونه فيما أمرهم به من توحيد ، أم يكذبونه ويكفرون به؟.
(فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ) أي فانتظر ماذا يفعلون؟ وأبصر ماذا يصنعون؟ واصبر على أذاهم ولا تعجل حتى يأتى أمر الله ، فإن الله ناصرك ، ومهلك عدوك.
(وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ) أي وأخبرهم أن ماء بئرهم مقسوم بينهم وبين الناقة ، لها يوم ولهم يوم ، وكل حصة منه يحضر صاحبها ليأخذها فى نوبته ، فتحضر الناقة تارة ، ويحضرون هم أخرى.
وقد جعلت القسمة على هذا الوجه لمنع الضرر ، لأن حيوان القوم كانت تنفر منها ، ولا ترد الماء وهى عليه ، فصعب ذلك عليهم.
(فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطى فَعَقَرَ) أي فملّت ثمود هذه القسمة ، وأرادوا الخلاص منها ، فنادوا قدار بن سالف وكان أشقاهم ليعقرها وحضّوه على ذلك ، فلبّى طلبهم وتناولها بيده وأهوى بالسيف ضربا على قوائمها ، فخرت صريعة.
ثم ذكر عقابهم الفظيع فقال :
(فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ؟) قد سبق تفسير هذا.
ثم فصل هذا العذاب بقوله :
(إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) أي إنا أرسلنا جبريل فصاح بهم صيحة فصاروا كالحشيش البالي الذي يجمعه صاحب الحظيرة لماشيته ، وكأنهم هلكوا من أمد بعيد.