بعده ونازعه أخوه وكانت الحرب بينهما سجالا حتى صفت له بعده ، وأعقب جماعة منهم الشريف شهاب الدين أبو سليمان أحمد ، ملك مكة في زمان أبيه سلم اليه أبوه عجلان مكة وأسباب الملك من السلاح وغير ذلك واعتزل عجلان إلى أن مات ، وكان الشريف شهاب الدين عادلا سائسا شديد الحكومة تهابه الأشراف والقواد ومن دونهم ؛ وكانت القوافل في زمانه آمنة من السرّاق والقطّاع ولم يكن لسارق عنده هوادة إن كان شريفا نفاه وان كان غيره قتله أو قطع أعضاءه ، وطال حكمه وعظم أمره واستشعر سلطان مصر منه الاستبداد فطلبه مرارا فاعتذر اليه ، وكان قبل وفاته عدّة سنوات يلبس الدرع أيام الموسم تحت ثيابه ولا يحجّ لعدم تمكّنه من لبس ثياب الإحرام فاحتالوا عليه بكتاب سمّوه وأرسلوه اليه فلم يستتم قراءة ذلك الكتاب حتى انتفخت أوداجه ودماغه وظهرت البثور بوجهه ومات رحمهالله ، وفتكوا من بعده بابنه الذي قام بعده نهض عليه رجل في سوق منى فضربه بسكين مسمومة وغاب بين الناس فلم يعرف.
ومن بني عجلان بن رميثة بن أبي نمي محمد بن عجلان (١) له ولد ومنهم علي بن عجلان ، حكم بمكة أيضا ومنهم الشريف حسن بن عجلان. وهو ملك الحجاز اليوم ، نقل إليّ عنه انّه حسن السيرة وله شعر حسن أبقاه الله تعالى وكثّر أهله وانتسب الى الشريف عجلان بن رميثة رجل اسمه كبيش وقبله عجلان وأبوه رميثة أيضا وامه امرأة من عامة أهل مكة شرّفها الله تعالى ، فيها ما فيها ، وأهل مكة
__________________
وابنه الذي قام بالأمر بعده وفتك به عن قريب هو محمد بن أحمد بن عجلان ولقبه كمال الدين.
(١) كانت وفاة الأمير محمد بن عجلان سنة اثنتين وثمانمائة ، وقد قتل الأمير علي بن عجلان سنة ٧٩٧ هـ وكانت وفاة الشريف حسن بن عجلان بمصر سنة تسع وعشرين وثمانمائة بعد وفاة مؤلف هذا الكتاب بسنة. (عن هامش الأصل)