عشر ألفا ، فأرسل الى الحسين يخبره بذلك فتوجه الى العراق واتصل به خبر قتل مسلم بن عقيل في الطريق فأراد الرجوع فامتنع بنو عقيل من ذلك ، فسار حتى قارب الكوفة فلقيه الحر بن يزيد الرياحي في ألف فارس فأراد إدخاله الكوفة فامتنع وعدل نحو الشام قاصدا الى يزيد بن معاوية لعنه الله ، فلما صار الى كربلاء منعوه من المسير وأرسلوا ثلاثين ألفا عليهم عمر بن سعد بن أبي وقاص وأرادوه على دخول الكوفة والنزول على حكم عبيد الله بن زياد لعنه الله فامتنع ، واختار المضي نحو يزيد لعنه الله بالشام فمنعوه ثم ناجزوه الحرب فقتل هو وأصحابه وأهل بيته في عاشر المحرم سنة إحدى وستين ، وحملوا نساءه وأطفاله ورأسه ورؤوس أصحابه وأهل بيته الى الكوفة ثم منها الى الشام ، ووجد به يوم قتل سبعون جراحا ، وكان آخر أهل بيته وأصحابه قتلا.
واختلف في الذي أجهز عليه فقيل شمر بن ذي الجوشن الضبابي لعنه الله تعالى ، وقيل خولي بن يزيد الأصبحي ، والصحيح انّه سنان بن أنس النخعي وفي ذلك يقول الشاعر :
فأيّ رزية عدلت حسينا |
|
غداة تبيره كفا سنان |
وكان هو وأخوه الحسن يخضبان بالوسمة ، وولد أربعة بنين وبنتين (١). وعقبه من ابنه علي زين العابدين السجاد ذي الثفنات ، وقد اختلف في امه فالمشهور انّها شاه زنان بنت كسرى يزدجرد بن شهريار بن أبرويزد ، وقيل ان اسمها شهربانو ، قيل نهبت في فتح المدائن فنفلها عمر بن الخطاب من الحسين عليهالسلام وقيل بعث حريث بن جابر الجعفي الى أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهالسلام ببنتي يزدجرد بن شهريار فأخذهما وأعطى واحدة لابنه الحسين عليهالسلام فأولدها علي بن الحسين عليهالسلام وأعطى الاخرى لمحمد بن أبي بكر الصديق فأولدها القاسم
__________________
(١) هم علي الأكبر وعلي الأصغر وجعفر وعبد الله وفاطمة وسكينة قتل علي الأكبر بكربلاء ، وعبد الله هو المذبوح بها بالسهم. (عن هامش المخطوطة)