لهب ، وكتبوا صحيفة أن لا يبايعوا بني هاشم ولا يناكحوهم ولا يوادوهم وعلقوها في الكعبة (١) والقصة مشهورة لا يليق ذكرها بهذا المختصر ؛ ومن أشعاره في ذلك :
ألا أبلغا عني على ذات رأيها |
|
قريشا ، وخصّا من لؤيّ بني كعب |
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا |
|
نبيا كموسى خط في اول الكتب |
وله من أخرى :
تريدون أن نسخو بقتل محمد |
|
ولم تختضب سمر العوالي من الدم |
وترجون منا خطة دون نيلها |
|
ضراب وطعن بالوشيج المقوم |
كذبتم وبيت الله لا تقتلونه |
|
وأسيافنا في هامكم لم تحطم |
الى غير ذلك ، ولما اجتمعت قريش على عداوة النبي صلىاللهعليهوآله وسألت أبا طالب أن يدفعه اليهم وتحالفوا على ذلك وخشي أبو طالب دهماء العرب أن يركبوه مع قومه قال قصيدته التي يعوذ فيها بحرم مكة الشريف ويذكر مكانه منها ؛ ويذكر فيها أشراف قريش وهو مع ذلك يخبرهم وغيرهم أنه غير مسلّم رسول الله صلىاللهعليهوآله ولا تاركه لشيء أبدا ؛ وهي طويلة جدا (٢) منها:
كذبتم وبيت الله يبزي محمد |
|
ولما نطاعن دونه ونناضل |
__________________
(١) ولما علقوها بالكعبة أرسل الله اليها دابة من الأرض فأكلت ما كان فيها من قطيعة وعقوق وأبقت ما كان فيها من (بسمك اللهم) فاعلم جبرئيل رسول الله صلىاللهعليهوآله بحالها وأعلم النبي أبا طالب فجذل بذلك وأخبر به قريشا فقالوا له هذا سحر فعله محمد وزادهم طغيانا ونفورا.
(٢) تبلغ مائة وأحد عشر بيتا تجدها مثبتة في ديوانه المطبوع ؛ قال ابن كثير : «هي افحل من المعلقات السبع وأبلغ في تأديه المعنى» ، وقد ذكرها أكثر المؤرخين وإن زاد بعضهم منها ونقص آخر.