الحسن بن موسى الكاظم عليهالسلام ، وهذا آخر بني موسى الكاظم عليهالسلام.
وأما اسماعيل بن جعفر الصادق عليهالسلام ويكنى أبا محمد وامه فاطمة بنت الحسين الأثرم بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام ويعرف باسماعيل الأعرج ، وكان أكبر ولد أبيه وأحبّهم اليه كان يحبّه حبّا شديدا ، وتوفي في حياة أبيه بالعريض فحمل على رقاب الرجال الى البقيع (١) فدفن به سنة ثلاث وثلاثين ومائة قبل وفاة الصادق عليهالسلام بعشرين سنة ، كذا قال أبو القاسم بن خداع نسابة المصريين. فأعقب اسماعيل من محمد وعلي ابني اسماعيل. أما محمد بن اسماعيل فقال شيخ الشرف العبيدلي : هو امام الميمونية وقبره ببغداد. وقال ابن خداع : كان موسى الكاظم عليهالسلام يخاف ابن أخيه محمد بن اسماعيل ويبره وهو لا يترك السعي به الى السلطان من بني العباس.
وقال أبو نصر البخاري : كان محمد بن اسماعيل بن الصادق عليهالسلام مع عمه
__________________
(١) روي أن أبا عبد الله الصادق عليهالسلام جزع على وفاته جزعا شديدا وحزن عليه حزنا عظيما. وتقدم سريره بغير حذاء ولا رداء فأمر بوضع سريره على الأرض قبل دفنه مرارا كثيرة ، وكان يكشف عن وجهه وينظر اليه يريد بذلك تحقيق أمر وفاته عند الظانين خلافته له من بعده وإزالة الشبهة عنهم في حياته ؛ ولما مات اسماعيل انصرف عن القول بإمامته بعد أبيه من كان يظن ذلك فيعتقده من أصحاب أبيه عليهالسلام وأقام على حياته طائفة لم تكن من خواص أبيه بل كانت من الأباعد فلما مات الصادق عليهالسلام انتقل جماعة الى القول بإمامة موسى بن جعفر عليهالسلام وافترق الباقون منهم فرقتين ، فرقة منهم رجعوا عن حياة اسماعيل وقالوا بإمامة ابنه محمد بن اسماعيل لظنّهم أن الامامة كانت لأبيه وأن الإبن أحقّ بمقام الامامة من الأخ ، وفريق منهم ثبتوا على حياة اسماعيل وهم اليوم شذاذ وهذان الفريقان يسميان الإسماعيلية ، ذكر ذلك الشيخ المفيد في (الارشاد) والطبرسي في (إعلام الورى) في باب أولاد الصادق عليهالسلام.