أبا جعفر ، وامه ام ولد سندية.
وكان في غاية الفضل ونهاية النبل فيحكى ان الداعي الكبير محمد بن زيد الحسني كان اذا افتتح الخراج نظر الى ما في بيت المال من خراج السنة الماضية ففرّقه في قبائل قريش على دعواهم ، ثم في الأنصار والفقهاء وأهل القرآن وساير طبقات الناس حتى لا يبقى منه درهم. فجلس في بعض السنين يفرّق فبدأ ببني عبد مناف فلما فرغ من هاشم دعا ساير بني عبد مناف ، فقام رجل فقال له الداعي : من أي بني عبد مناف أنت؟ قال من بني امية. قال : من أيّها؟ فسكت. قال : لعلّك من ولد معاوية؟ قال : نعم. قال فمن أي ولده؟ فأمسك. قال : لعلك ولد يزيد؟ قال : نعم. قال : بئس الاختيار اخترت لنفسك تقصد ولاية آل أبي طالب وعندك ثأرهم وقد كان لك مندوحة عنهم بالشام والعراق عند من يتولّى جدّك ويحب برّك فان كنت جئت على جهلك هذا فما يكون بعد جهلك جهل؟ وان كنت جئت مستهزئا بهم فقد خاطرت بنفسك. قال فنظر اليه العلويون نظرا شديدا فصاح بهم محمد الداعي وقال : كفّوا عنه كأنّكم تظنون أن في قتله إدراكا لثأر الحسين عليهالسلام أبي؟ إن الله قد حرّم أن تطالب نفس بغير ما كسبت والله لا يعرض له أحد بسوء إلاّ أقدته به ؛ واسمعوا حديثا أحدّثكم به يكون لكم قدوة فما تستأنفون ؛ حدّثني أبي عن أبيه قال : عرض على المنصور جوهر فاخر وهو بمكة فعرفه وقال : هذا
__________________
ولدا منهم ثلاث نساء وهن كلثم وفاطمة وأم الحسين ؛ فاما أم الحسين فخرجت الى ابن عمّها الحسن بن الحسين بن زيد ، وأما فاطمة فكانت عند محمد بن الحسن ابن زيد وكان حسن الخلق ، والرجال محمد الأكبر ، وكان على عهد المأمون وهو صاحب أبي السرايا بعد ابن طباطبا قبره بمرو وكان سقى سمّا ، وامه الجعفرية فاطمة بنت الرجا الجعفري ؛ ومحمد الأصغر ، وجعفر ، وكان شاعرا أديبا ولاّه أخوه محمد أيام أبي السرايا واسط ، أمه مخزومية والحسن والقاسم وعلي والحسين وزيد ، ولم يعقب منهم غير جعفر الشاعر وحده. م ص.