الحسن الأفطس بن علي فلما دخل جعفر الصادق عليهالسلام العراق ولقي أبا جعفر المنصور قال له : يا أمير المؤمنين تريد أن تسدي الى رسول الله يدا؟ قال : نعم يا أبا عبد الله. قال : تعفو عن ابنه الحسن بن علي بن علي. فعفا عنه وفي كتاب أبي الغنائم الحسني قال : حدّثني أبو القاسم بن جداع ، قال حدّثنا عبد الله بن الفضل الطائي ، قال حدّثنا ابن سباط عمّن حدّثه عن حميد قال حدثتني سالمة مولاة أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قالت اشتكى أبو عبد الله فخاف على نفسه فاستدعى ابنه موسى وقال : يا موسى أعط الأفطس سبعين دينارا وفلانا وفلانا ، فدنوت منه فقلت : تعطي الأفطس وقد قعد لك بشفرة يريد قتلك؟ فقال : يا سالمة تريدين أن أكون ممن قال الله تعالى : «وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ».
وحكى أبو نصر البخاري هذه الحكاية بتغيير يسير ، قال : سمعت جماعة يقولون إن الصادق كان يوصي لجماعة من عشيرته عند موته فأوصى للأفطس الحسن بن علي بن علي بثمانين دينارا فقالت له عجوز في البيت : أتأمر له بذلك وقد قعد لك بخنجر في البيت يريد أن يقتلك؟ فقال : أتريدين أن أكون ممّن قال الله تعالى «وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ» لأصلن رحمه وإن قطع اكتبوا له بمائة دينار. قال البخاري : وهذه شهادات قاطعة من الصادق عليهالسلام انّه ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فأعقب الحسن وأنجب وأكثر وعقبه من خمسة رجال ، علي الحريري (١) وعمر ، والحسين ؛ والحسن المكفوف ، وعبد الله الشهيد قتيل البرامكة. أما علي الحريري بن الأفطس وأمه ام ولد اسمها عبادة وكان شاعرا فصيحا ، وهو الذي تزوّج بنت عمر العثمانية وكانت من قبل تحت المهدي محمد بن المنصور العباسي
__________________
(١) الحريري بالحاء والراء المهملتين ثم الياء التحتانية بعدها الراء المهملة ثم ياء النسبة ؛ هكذا في نسخة ابن مساعد وفي بعض المخطوطات (الخرزي) بالخاء المعجمة ثم الراء المهملة بعدها الزاء المعجمة ثم ياء النسبة م ص.