الملائكة له جناحان يطير بهما». ولهذا يقال لجعفر ذو الجناحين والطيار في الجنة. وكان مقتله سنة ثمان من الجهرة ، وقيل سنة سبع ؛ وحزن عليه النبي صلىاللهعليهوآله حزنا شديدا ودفن جعفر وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة في قبر واحد وعمي القبر. أولد جعفر بن أبي طالب ثمانية بنين وهم عبد الله وعون ومحمد الاكبر ومحمد الأصغر وحميد وحسين وعبد الله الأصغر وعبد الله الأكبر وأمهم أجمع أسماء بنت عميس الخثعمية «أما محمد» الأكبر فقتل مع عمه أمير المؤمنين علي عليهالسلام بصفين ؛ وأما عون ومحمد الأصغر فقتلا مع ابن عمهما الحسين عليهالسلام يوم الطف ، وأما عبد الله الأكبر فهو أبو جعفر الجواد أحد أجواد بني هاشم الأربعة وهم الحسن والحسين وعبد الله بن العباس وهو الرابع ، ولم يبايع رسول الله طفلا غيره وغير ابني بنته الحسن والحسين وعبد الله بن العباس ، وعاش تسعين سنة وقيل غير ذلك. وروي عنه أنه قال : اتى رسول الله صلىاللهعليهوآله بنعي أبينا جعفر فدخل علينا وقال لأمنا أسماء بنت عميس أين بنو أخي؟ فدعانا وأجلسنا بين يديه وذرفت عيناه فقالت أسماء : هل بلغك يا رسول الله عن جعفر شيء؟ قال : نعم استشهد رحمهالله. فبكت وولولت وخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله فلما كان بعد ثلاثة أيام دخل علينا صلوات الله عليه ودعانا فأجلسنا بين يديه كأننا أفراخ وقال : لا تبكين على أخي ـ يعني جعفرا ـ بعد اليوم ـ ثم دعا بالحلاق فحلق رؤوسنا وعقّ عنا ثم أخذ بيد محمد ، وقال : هذا شبيه عمنا أبي طالب ، وقال لعون : هذا شبيه أبيه خلقا وخلقا. وأخذ بيدي فشالهما ، وقال : اللهم احفظ جعفرا في أهله وبارك لعبد الله في صفقته. فجاءته أمنا تبكي وتذكر يتمنا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله أتخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة؟ «وأعقب» من ولد جعفر بن أبي طالب محمد الاكبر ولد عبد الله والقاسم وبنات «فولد» القاسم بنتا أمها بنت عمه عبد الله بن جعفر وأمها زينب بنت علي بن ابي طالب وأمها فاطمة بنت رسول الله وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن عبد مناف. خرجت