وعليه أبو نصر البخاري ، والناصر الكبير الطبرستاني ، والأول هو الذي صححه أبو الحسن العمري ؛ وكان النقيب تاج الدين بن معية يقوي القول الثاني ويقول إن العجم أخبر بحاله والله اعلم. وكان له أخ يلقب ثروان «عثروان خ ل» كان أبوه القاسم ينفيه. ذكر ذلك الناصر الكبير الطبرستاني :
وأعقب الداعي أبو محمد الحسن بن القاسم من ثمانية رجال منهم أبو عبد الله محمد ولي نقابة النقباء ببغداد في زمن معز الدولة بن بويه الديلمي وحسنت سيرته ، وكان قد ورد من بلده الى معز الدولة وهو إذ ذاك بالأهواز قبل دخوله بغداد. وقصد لتعلم العلم والفقه والكلام فبلغ من ذلك طرفا ، وبايعه بعد دهر قوم من الديلم فبلغ معز الدولة الخبر فقبض عليه وقيده زمانا طويلا وقبض على اولئك الديلم ومن كان دخل في البيعة فنفاهم وشردهم ، ثم أنفذ ابا عبد الله الى فارس إلى اخيه عماد الدولة علي بن بويه الى أبي طالب النوبندجاني (١) فحبسه في قلعة أكوسان مدة سنة وشهرين ؛ وجعل معه من الديلم ثمانية أنفس يحفظونه فشفع فيه ابراهيم بن كاسك الديلمي فأطلق على أن يلبس القبا والدشتي يخرج به ابراهيم الى كرمان ففعل وخرج الى كرمان ، وكان مع ابراهيم الى أن أسره أمير كرمان ابو علي بن الياس فأفلت أبو عبد الله من الحرب ومضى الى منوجان الى مكران فبايعته الزيدية هناك فعلم به ابن معدان صاحب تلك الناحية فقبض عليه وأنفذه الى عمان فأقام بها وبايعته الزيدية سرا هناك فبلغ ذلك صاحب عمان فقبض عليه ونفاه الى البصرة ، فقام بها مختفيا في ايام أبي يوسف الزيدي وبايعه من كان هناك من الجبل والديلم فبلغ ذلك الزيدي فطلبه وأخذه وأقطعه بخمسة آلاف درهم ضياعا وأسكنه داره ، وأقام بالبصرة سنين. ثم استأذن للحج وخرج الى الأهواز ومنها الى بغداد ومنها الى الحج. وعاد فأقام بغداد ولزم أبا الحسن الكرخي وتفقه عليه وبلغ في الفقه مبلغا عظيما. ودرس الكلام قبل
__________________
(١) في نسخة مخطوطة (البويندخاني) بدل النوبندجاني م ص.