وتزوج علي بن أبي طالب فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم لثلاث بقين من شهر صفر في السنة الثانية من الهجرة فيما أخبرني به محمد بن عمر عن أبي بكر بن أبي سبرة ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة. فولدت له الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب بني علي ، وتوفيت فاطمة فيما أخبرني به محمد بن عمر ، أنبأنا معمر عن الزّهري عن عروة عن عائشة (١) : أن فاطمة توفيت بعد النبي صلىاللهعليهوسلم بستة أشهر.
قال محمد بن عمر (٢) : هذا أثبت الأقاويل عندنا وصلى عليها العباس بن عبد المطلب ونزل في حفرتها هو وعلي والفضل بن العبّاس.
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش فيما ناولني إياه ، وقال : اروه عني ، أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري (٣) ، أنبأنا أبو الفرج المعافا بن زكريا ، نا عبد الباقي بن قانع ، أنبأنا محمد بن زكريا ، أنبأنا العباس بن بكار ، حدثني محمد بن زياد والفرات بن السائب ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس قال : ولدت خديجة من النبي صلىاللهعليهوسلم عبد الله بن محمد ثم أبطأ عليهما (٤) الولد من بعده فبينما رسول الله صلىاللهعليهوسلم يكلم رجلا والعاص بن وائل ينظر إليه إذ قال له رجل : من هذا؟ قال هذا الأبتر ، يعني النبي صلىاللهعليهوسلم وكانت قريش إذا ولد للرجل ولد (٥) ثم أبطأ عليه الولد من بعده قالوا : هذا الأبتر ، فأنزل الله تبارك وتعالى : (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)(٦) أي : مبغضك هو الأبتر ، الذي بتر من كل خير ، ثم ولدت له زينب ، ثم ولدت له رقية ، ثم ولدت له القاسم ثم ولدت الطاهر ثم ولدت المطهر ثم ولدت الطيّب ، ثم ولدت المطيب ، ثم ولدت أم كلثوم ، ثم ولدت فاطمة وكانت أصغرهم ، وكانت خديجة إذا ولدت ولدا دفعته لمن يرضعه فلما ولدت فاطمة لم ترضعها أحد غيرها.
أخبرنا أبو العز بن كادش قراءة عليه ، أنبأنا أبو محمد الجوهري ، أنبأنا علي بن
__________________
(١) بعدها بالأصل وخع : «عن فاطمة» حذفناها لتوافق عبارة ابن سعد ٨ / ٢٨.
(٢) بالأصل وخع : «عروة» تحريف ، والصواب عن ابن سعد ٨ / ٢٨.
(٣) بالأصل «المحادري» وفي خع : «الحارزي» والصواب ما أثبتناه وقد تقدم هذا السند مرارا ، وانظر الأنساب (الجازري).
(٤) في خع : «عليها» وفي المطبوعة : عليه.
(٥) بالأصل وخع : «ولدا».
(٦) سورة الكوثر ، الآية : ٣.