فارفض من عيني دمع ذارف |
|
مثل الجمان مفرّق الأفراد |
راعيت منه قرابة موصولة |
|
وحفظت فيه وصية الأجداد |
وأمرته بالسير بين عمومة |
|
بيض الوجوه مصالت أنجاد |
ساروا لأبعد طيّة معلومة |
|
فلقد تباعد طيّة المرتاد |
حتى إذا ما القوم بصرى عاينوا |
|
لاقوا على شرك من المرصاد |
خبرا فأخبرهم حديثا صادقا |
|
عنه وردّ معاشر الحسّاد |
قوما يهودا قد رأوا ما قد رأى |
|
ظلّ الغمام وعزّ (١) ذي الأكباد |
ساروا لقتل محمّد فنهاهم |
|
عنه وأجهد أحسن الإجهاد |
فثنى زبيرا بحيرا فانثنى |
|
في القوم بعد تجاول وبعاد |
ونهى دريسا فانتهى عن قوله |
|
حبرا يوافق أمره برشاد |
وقال أبو طالب أيضا :
ألم ترني من بعد همّ هممته |
|
بفرقة حرّ لوالدين كرام |
بأحمد لمّا أن شددت مطيّتي |
|
رحلوا (٢) وقد ودّعته بسلام |
بكا حزنا والعيس قد فصلت بنا |
|
وأخذت (٣) بالكفين فضل زمام |
ذكرت أباه ثم رقرقت عبرة |
|
تجود من العينين ذات سجام (٤) |
فقلت : يروح راشدا في عمومة |
|
مواسير في البأساء غير لئام |
فرحنا مع العير التي راح أهلها |
|
شآم الهوى والأصل غير شآم (٥) |
فلما هبطنا أرض بصرى تشرفوا |
|
لنا فوق دور ينظرون جسام (٦) |
فجاء بحيرا عند ذلك حاشدا |
|
لنا بشراب طيب وطعام |
فقال : اجمعوا أصحابكم لطعامنا |
|
فقلنا : جمعنا القوم غير غلام |
__________________
(١) في خع : «وعن» ورسمها بالأصل غير واضح تماما ، الحرف الأخير فيها بين الزاي والنون ، وأثبتنا ما وافق سيرة ابن إسحاق ص ٥٦.
(٢) كذا بالأصل وخع وفي سيرة ابن إسحاق ٥٦ : برحلي ، وفي الروض الأنف ١ / ٢٠٨ «لترحل إذ».
(٣) في الروض الأنف : وأمسكت.
(٤) بالأصل وخع : «سحام» والمثبت عن سيرة ابن إسحاق ٥٦ والروض الأنف ١ / ٢٠٨.
(٥) بالأصل «سمام» والمثبت عن سيرة ابن إسحاق ص ٥٦ والروض ١ / ٢٠٨.
(٦) بالأصل وخع : «حسام» والمثبت عن سيرة ابن إسحاق ص ٥٦ والروض ١ / ٢٠٨.