امرأة عثمان قال : «الحمد لله دفن البنات من المكرمات» [٥٩٣].
قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا ابن سعد (١) قال : رقية بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ. كان تزوّجها [عتبة بن](٢) أبي لهب ابن عبد المطلب قبل النبوة ، فلما بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنزل الله تعالى : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ)(٣) قال له أبوه [أبو](٤) لهب : رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته ففارقها ، ولم يكن دخل بها. وأسلمت حين أسلمت أمها خديجة بنت خويلد وبايعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، هي وأخواتها حين بايعت (٥) النساء ، وتزوّجها عثمان بن عفان وهاجرت معه إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا. قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنهما لأول من هاجر إلى الله تعالى بعد لوط» [٥٩٣]. وكانت في الهجرة الأولى قد أسقطت من عثمان سقطا ، ثم ولدت له بعد ذلك ابنا فسمّاه عبد الله ، وكان عثمان يكنى به (٦) في الإسلام وبلغ ستة (٧) سنين فنقره ديك في وجهه فطمّ وجهه فمات ، ولم تلد له بعد ذلك شيئا ، وهاجرت إلى المدينة بعد زوجها عثمان حين هاجر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومرضت ورسول الله صلىاللهعليهوسلم يتجهز إلى بدر فخلّف رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليها عثمان بن عفان فتوفيت ورسول الله صلىاللهعليهوسلم ببدر في شهر رمضان على رأس سبعة عشر شهرا من مهاجر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقدم زيد بن حارثة من بدر بشيرا فدخل المدينة حين سوّي التراب على رقية بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأنا شجاع بن علي ، أنبأنا محمد بن إسحاق بن مندة ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، أنبأنا أحمد بن سليمان بن أيوب ، أنبأنا عبد الله بن أبي أسامة الحلبي ، أنبأنا الحجاج بن أبي منيع ، أنبأنا جدي ، عن الزّهري ،
__________________
(١) انظر ابن سعد ٨ / ٣٦.
(٢) بالأصل وخع «عند أبي لهب» والمثبت والزيادة عن ابن سعد.
(٣) سورة المسد ، الآية : ١.
(٤) الزيادة عن ابن سعد.
(٥) في ابن سعد : بايعه.
(٦) بالأصل وخع : «بها» والصواب عن ابن سعد.
(٧) كذا بالأصل وخع ، وفي ابن سعد : وبلغ سنّه سنتين.