قالوا : أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري (١) ، أنبأنا إبراهيم بن عبد الله الكجّي ، أنبأنا سهل بن بكار ، أنبأنا أبو معاوية (٢) عن فراس عن عامر عن مسروق عن عائشة قالت : اجتمع نساء رسول الله صلىاللهعليهوسلم عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلم يغادر منهن امرأة ، فجاءت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها مشية أبيها صلوات الله وسلامه عليه ، فقال : «مرحبا بابنتي» فأقعدها عن يمينه أو عن (٣) شماله فسارّها بشيء ، فبكت ، فسارها بشيء فضحكت ، فقلت لها : خصّك رسول الله صلىاللهعليهوسلم من بيننا بالسرار فتبكين ، فلما قام فقلت لها : أخبريني بما سارّك فقالت : ما كنت لأفشي على رسول الله صلىاللهعليهوسلم سرّه.
فلما توفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم قلت لها : أسألك بما لي عليك من حق (٤) لما أخبرتيني [بما سارّك](٥) فقالت : أما الآن فنعم. فقالت : سارّني : «أن جبريل عليه الصلاة والسلام كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة ، وإنه عارضني العام مرتين ، ولا أرى ذلك إلّا عند اقتراب الأجل ، فاتقي الله واصبري ، فنعم السلف أبا (٦) لك» فبكيت ، ثم سارّني فقال : «أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين؟ أو قال : سيدة هذه الأمة» [٥٩٧] انتهى.
رواه مسلم عن أبي كامل فضيل بن حسين الجعدري (٧) عن أبي عوانة (٨).
أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الواحد بن الحسين [نا أبو الحسين](٩) محمد بن علي بن محمد بن عبيد الله بن المهتدي ، أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان ، أنبأنا عبد الله بن محمد (١٠) البغوي (١١) ، أنبأنا أبو معمر الهذلي ، أنبأنا ابن
__________________
(١) بعدها في المطبوعة : أنبأنا أبو بكر بن مالك.
(٢) في دلائل البيهقي ٧ / ١٦٤ ، وانظر الحديث فيها.
(٣) بالأصل وخع : «وعن» والمثبت : «أو عن» عن الدلائل.
(٤) في البيهقي : من الحق.
(٥) زيادة للإيضاح عن البيهقي.
(٦) في البيهقي : أنا لك.
(٧) صحيح مسلم ٤٤ كتاب فضائل الصحابة (١٥) باب فضائل فاطمة ، حديث ٩٩ ص ١٩٠٥.
وانظر مسند أحمد ٦ / ٢٨٢ وابن سعد ٢ / ٢٤٧.
(٨) بالأصل وخع «المجدري» والصواب عن صحيح مسلم ، انظر ما سيأتي.
(٩) زيادة اقتضاها السياق ، عن المطبوعة.
(١٠) بالأصل وخع : «أحمد» والصواب عن الأنساب. والبغوي هذه النسبة إلى بلدة من بلاد خراسان بين مرو وهراة يقال لها بغ ويغشور. (انظر تذكرة الحفاظ ٢ / ٧٣٧).
(١١) بعدها : «أنبأنا عمر».