عباد الله تعالى شفتين وألطفه ختم فم ، سهل الخدين صلتهما. قال : والصلت الخدّ : الأسيل (١) ، والسّهل الخد : المستوي الذي لا يقرب بعض لحمه بعضا.
ليس بالطويل الوجه ولا بالمكلثم ، كث اللحية. والكثّ : الكثير منابت الشعر الملتفها ، فكانت عنفقته بارزة.
فنيكاه حول العنفقة كأنها بياض اللؤلؤ ، وفي أسفل عنفقته شعر منقاد حتى يقع انقيادها على شعر اللحية حتى يكون كأنه منها. والفنيكان هما موضع الطعام حول العنفقة من جانبيها (٢) جميعا.
وكان أحسن عباد الله عنقا ، لا ينسب إلى الطول ولا إلى القصر ، ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة يشوب (٣) ذهبا يتلألأ في بياض الفضة وحمرة الذهب ، وما غيبت الثياب من عنقه ما تحتها فكأنه (٤) البدر.
وكان عريض الصدر ممسوحه كأنه المرايا في شدتها واستوائها ، ولا يعدو بعض لحمه بعضا ، على بياض القمر ليلة البدر ، موصول ما بين لبّته إلى سرته ، شعر منقاد كالقضيب. لم يكن في صدره ولا بطنه شعرة (٥) غيره.
وكانت له عليه الصلاة والسلام نكتة (٦) يغطي الإزار منها واحدة وتظهر اثنتان ، ومنهم من قال : يغطي الإزار منها اثنتين وتظهر واحدة ، كل تلك العكن أبيض من القباطيّ المطواة وألين مسا.
وكان عظيم المنكبين أشعرهما ، ضخم الكراديس. والكراديس : عظام المنكبين والمرفقين والركبتين والوركين.
__________________
(١) بالأصل وخع : الأسفل ، والصواب عن الدلائل.
(٢) عن الدلائل وبالأصل وخع «جانبها».
(٣) في خع : «يشرب» تحريف. والمثبت كالدلائل.
(٤) الأصل وخع ، وفي البيهقي : فكأنه القمر ليلة البدر.
(٥) الأصل وخع ، وفي البيهقي : شعر.
(٦) كذا بالأصل وخع وهو خطأ والصواب : «عكن» كما في الدلائل وفيها : «عكن ثلاث» وما يأتي يؤكد خطأ ما ورد بالأصل وخع.
والعكن الأطواء في البطن من السمن.