عبد المطلب حتى أتى غيضا فوقف في أصل صومعته ثم نادى : يا غيضا ، فناداه : من هذا؟ فقال : أنا عبد (١) الله فأشرف عليه فقال : كن أباه (٢) ، فقد ولد ذلك المولود الذي كنت أحدثكم (٣) به يوم الاثنين ، ويبعث يوم الاثنين.
قال : فإنه قد ولد لي مع الصبح مولود ، قال : فما سميته؟ قال : محمدا ، قال : والله لقد كنت أشتهي أن يكون هذا المولود فيكم أهل البيت لثلاث خصال بها نعرفه ، فقد أتى عليهن منها : أن نجمه طلع البارحة ، وأنه ولد اليوم ، وأن اسمه محمد انطلق إليه (٤) فإنه الذي كنت أحدثكم عنه ابنك ، قال : فما يدريك أنه ابني؟ ولعله أن يولد يومنا هذا مولودون عدة قال : قد وافق ابنك الاسم ، ولم يكن لله عزوجل ليشبّه علمه على العلماء لأنه حجة ، وآية ذلك أنه (٥) الآن وجع (٦) فيشتكي أياما ثلاثة ، ثم يعافى فاحفظ لسانك فإنه لم يحسد حسده أحد قطّ ، ولم يبغ على أحد كما يبغى عليه ، وأن يعين عليه حتى يبدو معالمه ثم يدعو ، يظهر لك من قومك ما لا يحتمله إلّا على صبر على ذلك ، فاحفظ لسانك (٧) قال : فما عمره؟ قال : إن طال عمره أو قصر لم يبلغ السبعين ، يموت في وتر دونها من الستين أو في إحدى وستين ، أو ثلاث [وستين ، الستون](٨) أعمار جلّ (٩) أمته.
قال : وحمل برسول الله في عاشوراء المحرم ، وولد يوم الاثنين لثنتي عشرة خلت من رمضان سنة ثلاث وعشرين من غزوة أصحاب الفيل.
__________________
(١) في الخصائص : عبد المطلب.
(٢) بالأصل وخع : «أبوه» خطأ والصواب ما أثبت ، وانظر الخصائص.
(٣) الأصل وخع والخصائص ، وفي المختصر : عنه.
(٤) هذه اللفظة سقطت من الأصل وخع ، وزيدت عن المختصر.
(٥) زيادة عن المختصر.
(٦) زيادة عن المختصر.
(٧) كذا بالأصل وخع ، وفي المختصر : وإن تعش.
(٨) ما بين معكوفتين زيادة عن المختصر ، ومكانها بالأصل «وبين الستين» وفي خع «وبين الستون» وفي الخصائص : «ثلاث وستين» وسقطت «الستون» منها.
(٩) عن المختصر والخصائص ، وفي الأصل وخع : أجل.