أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون (١).
أنبأنا أبو القاسم بن بشران ، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف ، أنبأنا [محمد بن](٢) عثمان بن أبي شيبة ، أنبأنا عقبة بن مكرم ، أنبأنا المسيّب بن شريك ، [أنبأنا محمد بن شريك](٣) ، عن شعيب بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال (٤) :
كان بمر الظهران راهب من الرهبان يدعى عيضا (٥) من أهل الشام وكان متحفرا بالعاص بن وائل ، وكان الله تعالى قد أتاه علما كثيرا ، وجعل فيه منافع كثيرة لأهل مكة من طبّ ورفق وعلم.
وكان يكرم (٦) صومعة له ، ويدخل مكة في كل سنة فيلقى الناس ، ويقول : إنه يوشك أن يولد فيكم مولود ، يا أهل مكة يدين له العرب ويملك العجم ، هذا زمانه ، ومن أدركه وتبعه أصاب خيرا كثيرا أو قال أصاب حاجته ، ومن أدركه وخالفه (٧) فقد أخطأ حاجته ، وتالله ما نزلت أرض الخمير والخمير والأمن ، ولا حللت أرض البؤس والجوع والخوف إلّا في طلبه.
وكان لا يولد بمكة مولود إلّا سئل عنه ، فيقول : ما جاء بعد فيقال (٨) : صفه ، فيقول (٩) : لا ، ويكتم ذلك الذي قد علم أنه لاقي من قومه مخافة على نفسه أن يكون ذلك داعية إلى أدنى ما يفضي (١٠) إليه من الأذى يوما.
فلما كان صبيحة اليوم الذي ولد فيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم خرج (١١) عبد الله بن
__________________
(١) بالأصل وخع «جيرون» خطأ ، والصواب : «خيرون» وقد سبق سند مماثل.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع ، والزيادة ضرورية عن سند مماثل سابق ، وقد مرّ قريبا.
(٣) ما بين معكوفتين موجود بالأصل وخع والخصائص الكبرى ١ / ٨٥ ، وسقطت العبارة من المطبوعة السيرة ١ / ٢٤٤.
(٤) الخبر في مختصر ابن منظور ٢ / ٥١ والخصائص الكبرى ١ / ٨٥.
(٥) في الخصائص : عيصى.
(٦) في الخصائص ومختصر ابن منظور : يلزم.
(٧) عن المختصر والخصائص ، وبالأصل وخع : وخلافه.
(٨) عن المختصر والخصائص وخع : «فقال».
(٩) عن المختصر ، بالأصل وخع «فقال».
(١٠) بالأصل وخع : «إلى أذن ما يعطي» والمثبت : «أدنى ما يفضي» عن المختصر.
(١١) في الخصائص : خرج عبد المطلب.