جعفر بن محمد بن سوار ، أخبرنا أحمد (١) بن يعقوب الأنطاكي عن عبد الله بن محمد البلوي ، أنبأنا البراء بن سعيد بن سماعة بن محمد بن عبد الله بن البراء بن مالك الأنصاري ، عن أبيه أن قدامة بن عقيل الغطفاني أخبره عن جمعة ـ أو (٢) قال : جميعة ـ بنت زائل بن طفيل بن عمرو بن عمرو عن أبيها نائل بن طفيل بن عمرو الدوسي : أن النبي صلىاللهعليهوسلم قعد في مسجده منصرفه من الأباطل ، فقدم عليه خفاف بن نضلة بن عمر بن بهدلة الثقفي فأنشد رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
كم قد تحطّمت القلوص في الدجى |
|
في (٣) مهمة قفر من الفلوات |
قلّ من التوديس (٤) ليس بقاعه |
|
نبت من الإسنات والأزمات |
إنّي أتاني في المنام مساعد |
|
من جنّ وجرة (٥) كان لي وموات |
يدعو إليكم لياليا ولياليا |
|
ثم (٦) احزألّ ، وقال : لست بآت |
فركبت ناجية أضرّ بنيّها (٧) |
|
جمر (٨) تحثّ به على الأكمات |
حتى وردت إلى المدينة جاهدا |
|
كيما ليال فتفرج اللذات (٩) |
قال : فاستحسنها رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال : «إن من البيان لسحرا (١٠) ، وإن من الشعر كالحكم» [٧٧٢].
أنبأنا أبو القاسم بن بيان الرزاز ، حدثنا أبو الفضل بن خيرون (١١) ، قالا : أنبأنا
__________________
(١) بالأصل «أبو أحمد» والصواب عن خع.
(٢) بالأصل وخع : «وقال» ولعل الصواب ما أثبت.
(٣) الزيادة عن المطبوعة لاستقامة الوزن.
(٤) تودست الأرض تغطت بالنبات وكثر نباتها ، والوادس من النبات : ما قد غطى وجه الأرض (اللسان : ود س).
(٥) بالأصل : «من جز وجزه» والصواب عن خع.
(٦) بالأصل وخع : «ثم قال احزأل» والمثبت يوافق عبارة المطبوعة السيرة ١ / ٣٧٨.
وقوله : احزأل يعني ارتفع واجتمع وانضم بعضه إلى بعض (اللسان : حزل).
(٧) الني : الشحم ، يقال : نوت الناقة إذا سمنت (اللسان : نوى).
(٨) عن الإصابة ترجمة خفاف / وبالأصل وخع : جمرة.
(٩) عجزه في مطبوعة ابن عساكر السيرة ١ / ٣٦٨ والإصابة ١ / ٤٥٣ :
كيما أراك فتفرج الكربات
(١٠) بياض بالأصل وخع واستدركت اللفظة عن الإصابة ١ / ٤٥٣.
(١١) بالأصل وخع : «أبو البركات الفضل بن جيرون» والصواب ما أثبت عن سند مماثل ، وقد مرّ كثيرا. وبعده بالأصل وخع : أنبأنا أبو القاسم السمرقندي ، والعبارة مقحمة حذفناها قياسا لأسانيد مماثلة أيضا.