شهنا بصاحب المقام ـ يعنون إبراهيم ـ فقالت : إن أنتم جزرتم (١) كبيشا على هذه السهلة ثم مشيتم عليها (٢) أنبأتكم. قال : فجزروا. ثم مشى الناس عليها فأبصرت أثر محمد صلىاللهعليهوسلم فقالت : هذه أقربكم إليه شبها قال : فمكثوا بعد ذلك عشرين سنة أو ما شاء الله ثم بعث الله محمدا صلىاللهعليهوسلم.
قال : وأنبأنا المنجاب بن الحارث ، أنبأنا أبو العامر الأسدي ، عن ابن خرّبوذ (٣) المكي ، عن رجل من خثعم قال (٤) : كانت العرب لا تحرّم حلالا ولا تحلل (٥) حراما ، وكانوا يعبدون الأوثان ويتحاكمون إليها قال : فبينا نحن ذات ليلة عند وثن لنا جلوس وقد تقاضينا إليه في شيء وقع بيننا أن يفرق بيننا إذ هتف هاتف يقول :
يا أيها الناس ذوو (٦) الأجسام |
|
ما أنتم وطائش الأحكام (٧) |
ومسند الحكم إلى الحكام (٨) |
|
هذا نبيّ سيّد الأنام |
أعدل ذي حكم من الأحكام |
|
يصدع بالنور وبالإسلام |
ويزجر (٩) الناس عن الآثام |
|
مستعلن في البلد الحرام |
قال : ففرعنا وتفرّقنا من عنده وصار ذلك الشعر حديثا ، حتى بلغنا أن النبي صلىاللهعليهوسلم خرج بمكة ، ثم قدم المدينة فجئت فأسلمت.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن محمد بن عثمان النيسابوري ، أنبأنا أبو بكر محمد بن المؤمّل ، أنبأنا
__________________
(١) كذا بالأصل وخع ، وفي المختصر : «جزرتم كبشا» وفي مطبوعة ابن عساكر السيرة ١ / ٣٦٦ «حررتم كثيبا».
(٢) سقطت اللفظة من الأصل واستدركت عن خع والمختصر.
(٣) عن الخصائص الكبرى ١ / ١٧٨.
(٤) الخبر في الخصائص الكبرى للسيوطي ١ / ١٧٨.
(٥) في الخصائص : لا تحلّ.
(٦) عن الخصائص الكبرى وبالأصل وخع : ذو.
(٧) في الخصائص : الأحلام.
(٨) في الخصائص :
ومسند والحكم إلى الأصنام
(٩) في الخصائص : «ويردع» وفي المطبوعة : ويزع.