يا رسول الله [ما](١) أول ما رأيت من أمر النبوة؟ فاستوى (٢) رسول الله صلىاللهعليهوسلم [جالسا](٣) وقال : «لقد سألت أبا هريرة : إني لفي صحراء ابن عشر سنين وشهرا ، إذا أنا بكلام فوق رأسي ، وإذا رجل يقول لرجل : هو هو؟ قالا : نعم فاستقبلاني بوجوه لم أرها لأحد (٤) قطّ ، وأرواح لم أجدها من خلق قطّ ، وثياب لم أرها على أحد قطّ ، فأقبلا إليّ يمشيان حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي ، لا أجد لأحدهما مسّا ، فقال أحدهما لصاحبه اضجعه فأضجعاني [بلا قصر ولا هصر](٥) فقال (٦) أحدهما لصاحبه : افلق صدره فهوى (٧) أحدهما إلى صدري ففلقها (٨) فيما أرى بلا دم ولا وجع ، فقال له : أخرج الغلّ والحسد (٩) ، فأخرج شيئا كهيئة العلقة فطرحها ، فقال له : أدخل الرأفة والرحمة فإذا مثل (١٠) الزجّ يشبه الفضة ثم [هزّ إبهام](١١) رجلي اليمنى فقال : أعد (١٢) وأسلم ، فرجعت بها أغدو به رقة إلى الصغير ، ورحمة للكبير» [٧٧٧].
هذا الإسناد أوفى بالإيصال من الذي قبله.
أخبرتنا الشريفة أم المجتبا فاطمة بنت ناصر قالت : قرئ (١٣) على إبراهيم بن منصور السّلمي وأنا حاضرة قال : أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، أنبأنا أبو يعلى الموصلي ، أنبأنا أبو طالب عبد الجبار بن عاصم ، أنبأنا أبو محمد بقية بن الوليد الحمصي ، عن
__________________
(١) زيادة عن المسند ، سقطت اللفظة من الأصل وخع.
(٢) بالأصل وخع : «ثم استوى» والمثبت عن المسند.
(٣) عن خع والمسند ، سقطت من الأصل.
(٤) في المسند : «لخلق» وفي خع كالأصل.
(٥) ما بين معكوفتين زيادة عن المسند ، ومكان العبارة بياض بالأصل وخع.
(٦) في المسند : وقال.
(٧) بالأصل وخع : «فحقرا» كذا ، والمثبت عن المسند.
(٨) بالأصل وخع : «صدر قفلها» والمثبت عن المسند.
(٩) بالأصل وخع : فأخرج الغل والحسد فأخرج شيئا ...
(١٠) كذا بالأصل وخع ، وفي المسند : فإذا مثل الذي أخرج.
(١١) ما بين معكوفتين من المسند ، ومكان العبارة بالأصل وخع : «ثم هوى بها من».
(١٢) في المسند وخع : أغد.
(١٣) بالأصل وخع : «قرأ» والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.