بحير (١) بن سعد ، عن خالد بن معدان ، عن ابن عمرو السّلمي ، عن عتبة بن عبد (٢) حدثهم (٣) : أن رجلا سأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم كيف كان أول شأنك يا رسول الله؟ قال : «كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر ، فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا ، ولم نأخذ معنا زادا. فقلت : يا أخي اذهب فأتنا بزاد من عند أمّنا ، فانطلق أخي ومكثت عند البهم ، فأقبل إليّ طيران أبيضان ، كأنهما نسران (٤) فقال أحدهما لصاحبه : أهو هو؟ قال (٥) : نعم ، فأقبلا يبتدراني ، فأخرجاني (٦) فبطحاني للقفا ، فشقا بطني ، فاستخرجا (٧) قلبي فشقّاه ، فأخرجا منه علقتين سوداوين فقال أحدهما لصاحبه : ائتني بماء (٨) وثلج فغسلا به جوفي ثم قال : ائتني بماء برد فغسلا به قلبي. ثم قال : ائتني بالسّكينة فذرّها في قلبي. ثم قال أحدهما لصاحبه : حصه (٩) فحاصه وختم عليه بخاتم النبوة.
وقال أحدهما لصاحبه : اجعله في كفة واجعل ألفا من أمته [في كفّة](١٠) فإذا أنا لأنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يحزّ عليّ بعضهم. فقال : لو أن أمّته وزنت به لمال بهم.
ثم انطلقا وتركاني وفرقت فرقا شديدا ، ثم انطلقت إلى أمي ، فأخبرتها بالذي لقيت ، فأشفقت أن يكون قد التبس بي. فقالت : أعيذك (١١) بالله ، فرحّلت بعيرا لها ، وجعلتني على الرحل وركبت خلفي ، حتى بلغتني إلى أمي ، فقالت : أديت أمانتي وذمّتي (١٢)
__________________
(١) بالأصل وخع «بحري» تحريف والصواب ما أثبت عن الكاشف للهذلي ، وورد في التهذيب والخلاصة : «ابن سعيد».
(٢) بالأصل «عن عبده» وفي خع «عن عبده بن عبده» وفي كلّ تحريف ، والصواب ما أثبت عن عتبة بن عبد.
انظر ترجمته في تهذيب التهذيب ، والكاشف للذهبي ، وأسد الغابة.
(٣) الحديث في دلائل النبوة للبيهقي ٢ / ٧ ـ ٨ وأخرجه الحاكم في مستدركه ٢ / ٦١٦ ـ ٦١٧ وقال : «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه» وأخرجه أحمد بن حنبل في المسند ٤ / ١٨٤.
(٤) عن المصادر السابقة ، وبالأصل وخع : «بشران».
(٥) عن البيهقي وبالأصل وخع : قالا.
(٦) في البيهقي : فأخذناني.
(٧) في البيهقي : ثم استخرجا.
(٨) في المصادر : بماء ثلج.
(٩) بالأصل وخع : «خصه فخصه» والمثبت عن البيهقي ، وزيد فيه : يحصه : يخيطه. وفي اللسان : حاص الثوب يحوصه حوصا وحياصة : خاطه.
(١٠) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن البيهقي.
(١١) بالأصل وخع : «أعندك» والصواب عن المصادر.
(١٢) عن خع ومصادر الحديث ، وبالأصل : وذريتي.