أخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله تعالى : (إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً) قال : إلّا مصانعة في الدنيا ومخالفة.
وأخرج عبد بن حماد ، عن الحسن قال : التقيّة جائزة إلى يوم القيامة (١).
وقال الحاكم في المستدرك :
(التقة : التكلّم باللسان ، والقلب مطمئن بالايمان ، وذلك كما في قصّة عمّار وشتمه النبي ، لخلاص نفسه) (٢).
وقال أبو بكر الرازي في تفسير الآية :
(يعني أن تخافوا تلف النفس أو بعض الأعضاء ، فتتقوم باظهار الموالاة من غير اعتقاده لها.
وهذا هو ظاهر ما يقتضيه اللفظ ، وعليه جمهور أهل العلم) (٣).
فتلاحظ تفسير الآية عند أهل السنّة بالتقيّة ، وجوازها إلى يوم القيامة ، ممّا يظهر عدم انحصارها بزمن خاص أو بواقعة خاصّة.
وهكذا تفسيرها عند الخاصّة هي مفسّرة بالتقيّة كما تلاحظ في مثل :
١ ـ حديث أمير المؤمنين عليه السلام : (وآمرك أن تستعمل التقيّة في دينك ، فان الله يقول : (لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً).
وإيّاكم ثمّ إيّاك أن تتعرّض للهلاك ، وأن تترك التقيّة التي أمرتك بها ، فانّك شائط بدمك ودم إخوانك ، معرّضٌ لنعمك ولنعمهم للزوال ، مذلٌّ لهم في أيدي أعداء الله ، وقد أمرك
__________________
١. الدرّ المنثور : ج ٢ ، ص ١٦.
٢. المستدرك على الصحيحين : ج ٢ ، ص ٢٩١.
٣. أحكام القرآن : ج ٢ ، ص ١٠.