« موجل » بالكسر ، لأنّهم ربّما غيّروه في توجل ويوجل فقالوا : ييجل ويأجل ، فلمّا أعلوه بالقلب شبّهوه بواو « يوعد » المعلّ بالحذف ، فكما قالوا هناك : موعد ـ بالكسر ـ ، قالوا هيهنا : موجل (١).
والمراد به هنا إمّا الزّمان أو المكان حقيقة أو الأمر الداعي إلى المتكلّم فإنّ الأمر الدّاعي قد يشبه عند أهل المعاني بالزمان فيسمّى الحال ، وقد يشبّه بالمكان فيسمّى بالمقام.
الأعراب :
المراد بالتعجّب من القوم التعجب من حالهم وصنيعهم إمّا تقديراً أو عناية من مجرّد لفظ القوم ، أو من وصفهم بما بعدهم على أن يكون المقصود بالإثبات هو القيد ، كما يكون المقصود بالنفي في الأكثر القيد فكأنّه قال : عجبت من قوم كذا ، من حيث إنّهم كذا ما بعد قوم ، من قوله « أتوا » إلى ما سيأتي من قوله تبّاً لما كان به أزمعوا ؛ صفة لهم.
و « الباء » في « بخطبة » إن كانت للتعدية فمدخولها مفعول « أتوا ».
وإن كانت للسببيّة كانت متعلّقة به.
وإن كانت للمصاحبة كان الظرف مستقراً حالاً مع عامله المقدّر عن فاعله ، وما بعد خطبة صفة لها.
والبيت مستأنف إمّا خبر ، أو إنشاء للتعجّب.
المعنى : حصل لي العجب ، أي الكيفيّة المخصوصة أو الانفعال المخصوص من صنيع ، أو حال قوم جاءوا إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بكلام أو بطلب ليس له
__________________
١ ـ شرح شافية ابن الحاجب لرضي الدين الاسترابادي : ١ / ١٧٠. دارالكتب العلمية ، بيروت ١٣٩٥ هـ.