المعاني :
فيه مسائل :
الأُولى : في إيضاح الخطبة بعد إبهامها ، تعظيم لها وزيادة تعجيب من شأنها ، وتأكيد لوقوعها.
الثانية : في التصريح بالقول أيضاً نوع من الإيضاح بعد الإبهام فإنّ الإتيان بالخطبة يعمّ القول والكتابة والإشارة.
الثالثة : التصريح بقوله له لأنّه لم يكن ما قبله صريحاً في أنّ تلك الخطبة معه أو منه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
الرابعة : في التعبير ب « لو » إن كان المراد بها « ان » إشارة إلى أنّهم خالفوا وصيته صلىاللهعليهوآلهوسلم وادّعوا أنّه لم يوص إلى أحد بعينه وإنّه لم يعلمهم ذلك ، وأنّهم لما كانوا حين السؤال أظمروا الإنكار في أنفسهم فكأنّهم حين السؤال رأوا الاعلام ممتنعاً ، أو إشارة إلى غاية استحقارهم أنفسهم حتى أنّهم كانوا يستبعدون وقوع هذا الإعلام بالنسبة إليهم ، لأنّهم لا يليقون به ، أو إشارة إلى أنّ هذا الإعلام لعسره في الغاية ولذا كان يحجم عنه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى أتته العزيمة من ربّه وجاءه الوعيد والتهديد كما ستعلم مفصّلاً إن شاء اللّه تعالى ؛ ممّا يليق بأن يحرم بامتناعه ، أو إلى أنّهم استبعدوا ذلك لأنّهم كانوا يطمعون في ذلك لأنفسهم وكانوا بمعزل عنه ، وأيضاً كانوا شديدي الرغبة والطماعية فيه ، ومن كان شديد الرغبة في أمر يستبعد ذلك الأمر لنفسه ، وربما كان بعد حصوله له ينفيه ويستبعده ، لأنّه عظيم لديه جدّاً فيستبعد وقوعه بنفسه أو بالنظر إليه بتخييل أنّه لا يليق به وقد أضمروا في أنفسهم الإنكار إن نصّ على غيرهم ، وحينئذ كان الإعلام وجوده كعدمه ، فكأنّ الإعلام كان ممتنعاً عندهم سواء وصّى إليهم أو إلى غيرهم لكن كلاً باعتبار ، هذا كلّه مع ما في التعبير ب « لو » من التوجيه كما عرفت.