عسى الإله ينجِّيني برحمته |
|
ومدحي الغرر الزاكين من سقر |
فانّهم ليسارعون إليَّ ويكبرون ، فلما مات فعل الغلام ذلك ، فما أتى من البصريين إلاّ ثلاثة معهم ثلاثة أكفان وعطر ، وأتى من الكوفيين خلق عظيم ومعهم سبعون كفناً ووجّه الرشيد بأخيه علي وبأكفان وطيب ، فردت أكفان العامة عليهم وكفن في أكفان الرشيد ، وصلّى عليه علي بن المهدي وكبّر خمساً ، ووقف على قبره إلى أن سطح ومضى كلّ ذلك بأمر الرشيد. (١)
ونقل أبو الفرج الاصبهاني ، عن بشير بن عمّار ، قال : حضرت وفاة السيد في الرُّميلة ببغداد ، فوجه رسولاً إلى صفّّ الجزّارين الكوفيين يُعلمهم بحاله ووفاته ، فغلط الرسول فذهب إلى صف السموسين فشتموه ولعنوه ، فعلم أنّه قد غلط ، فعاد إلى الكوفيين يُعلمهم بحاله ووفاته ، فوافاه سبعون كفناً ، قال : وحضرناه جميعاً ، وانّه ليتحسّر تحسراً شديداً وإن وجهه لأسود كالقار وما يتكلم ، إلى أن أفاق إفاقة ، وفتح عينيه ، فنظر إلى ناحية القبلة ، ثمّ قال : يا أمير المؤمنين ، أتفعل هذا بوليك! قالها ثلاث مرات ، مرة بعد أُخرى.
قال : فتجلّى واللّه في جبهته عرق بياض ، فما زال يتسع ويلبس وجهه حتى صار كلّه كالبدر ، وتوفي فأخذناه في جهازه ودفناه في الجنينة ببغداد ، وذلك في خلافة الرشيد. (٢)
نعم ثمة أوهام حيكت حول وفاة السيد نشير إلى بعضها :
__________________
١ ـ أخبار شعراء الشيعة : ١٧٠.
٢ ـ الأغاني : ٧ / ٢٧٨.