الذي أشهد اللّه سبحانه به عليهم الملائكة ، وإن كان المراد أشراف الناس فهي تفيد قلّة استحيائهم جداً ، فإنّهم نقضوا الأمر الذي قد شهده اللّه سبحانه وأشراف الناس ، ولا شبهة في أنّ الناس أشدّ استحياء من أشراف الناس منهم من أوساطهم وأراذلهم.
الخامسة والثلاثون : إن كانت « من » في « من حوله » ابتدائيّة أفادت كثرة الأملاك كما لا يخفى.
السادسة والثلاثون : فصل مولاه الثاني وإخراجه عمّا كان له من التركيب الإضافي ، للضرورة وإفادة تعظيم المولى.
ـ البيان :
« ثم » إن كانت موضوعة لمجموع التشريك مع التعقيب بمهلة وأُريد بها هنا معنى الواو أو الفاء ، كانت مجازاً من استعمال لفظ الكلّ في الجزء ، وإن أُريد بها التّرتب الذكري أو تباعد مضمونَي ما قبلها وما بعدها ، كانت استعارة تبعيّة فإنّه شبّه الترتب الذكري بالخارجي ، أو التباعد الرتبي بالتباعد الزماني.
إذا أُسند الإتيان إلى الكلام ؛ فإمّا أن يتضمّن المجاز في الإسناد ، فإنّ الرسول الحامل للكلام هو الآتي فأسند فعله إلى المسبب الحامل له على الفعل وهو الغاية ، أو في لفظ الإتيان تشبيهاً لفيضان أثر الكلام على السامع وهو الفهم والإحاطة بمضمونه بإتيان ذلك الأثر من المتكلّم ، ثمّ تشبيه إتيانه بإتيان نفس المؤثّر أعني الكلام ، فيكون الإتيان استعارة.
لفظة « ذا » الموضوعة للإشارة الحسّية استعارة ، لأنّه قد أُشير بها إلى معقول تشبيهاً له بالمحسوس في الظهور.