النعمة.
والمراد بها في البيت إمّا المعنى الأوّل أو المعنى الثاني.
وعلى الثاني فإمّا المراد بها جنس النعمة وذلك إذا كانت « من » للتبعيض ، أي يفيض من جملة نعمه الكوثر أو الحوض ، وذلك إذا كانت « من » بمعنى « على » على الحوض ، أي يفيض الكوثر.
« الكوثر » فوعل من الكثرة ، يطلق على معان : منها : الكثير من كلّ شيء. ومنها : الكثير الملتف من الغبار. ومنها : الإسلام. ومنها : النبوّة. ومنها : الرّجل الخيّر الكثير العطاء. ومنها : السيد. ومنها : النّهر.
والمراد به هنا نهر في الجنّة ، وهو المشار إليه بقوله تعالى : ( إِنّا أَعْطَيْناكَ الكَوثَر ) (١).
روى الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي في أماليه بإسناده عن عبد اللّه بن العباس قال : لمّا نزل على رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( إِنّا أَعْطَيْناكَ الكَوْثر ) قال له عليّ بن أبي طالب : ما هو الكوثر يا رسول اللّه؟ قال : نهر أكرمني اللّه به ، قال عليّ عليهالسلام : هذا النهر شريف فانعته لنا يا رسول اللّه ، قال : نعم يا عليّ ، الكوثر نهر يجري تحت عرش اللّه تعالى ، ماؤه أشدّ بياضاً من اللّبن وأحلى من العسل وألين من الزبد ، حصاه الزبرجد والياقوت والمرجان ، حشيشه الزعفران ، ترابه المسك الاذفر ، قواعده تحت عرش اللّه عزّوجلّ.
ثمّ ضرب رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يده على جنب أمير المؤمنين عليهالسلام وقال : يا عليّ إنّ هذا النهر لي ولك ولمحبّيك من بعدي. (٢)
إلى غير ذلك من الأخبار الواردة في نعته من طرق الخاصّة والعامّة ، وهي
__________________
١ ـ الكوثر : ١.
٢ ـ الأمالي : ٢٩٤.