فيه من الأباريق عدد نجوم السماء ، وخليفتي على الحوض يومئذ خليفتي في الدّنيا.
فقيل : ومن ذاك يا رسول اللّه؟ قال : إمام المسلمين وأمير المؤمنين ومولاهم بعدي عليّ بن أبي طالب ، يسقي منه أولياءه ويذود عنه أعداءه كما يذود أحدكم الغريبة من الإبل عن الماء. (١)
وروى الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطّوسي رضوان اللّه عليهما في « أماليه » ، باسناده عن الأصبغ بن نباته ، عن أبي أيّوب الأنصاري : أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم سئل عن الحوض.
فقال : أمّا إذ سألتموني عنه فسأخبركم : إنّ الحوض أكرمني اللّه به ، وفضلني على كلّ من كان قبلي من الأنبياء وهو ما بين أيلة وصنعاء ، فيه من الآنية عدد نجوم السماء ، يسيل فيه خليجان من الماء ، ماؤه أشدّبياضاً من اللبن وأحلى من العسل ، حصاه الزمرّد والياقوت ، بطحاؤه مسك إذفر ، شرط مشروط من ربي لا يرده أحد من أُمّتي إلا النقية قلوبهم ، الصحيحة نيّاتهم ، المسلمون للوصي من بعدي ، الّذين يعطون ما عليهم في يسر ويأخذون ما عليهم في عسر ، يذود عنه يوم القيامة من ليس من شيعته كما يذود الرّجل البعير الأجرب من إبله ، من شرب منه لم يظمأ أبداً. (٢)
وروى أيضاً فيه بسند عن أبي الورد قال : سمعت أبا جعفر محمد بن عليّ الباقر عليهماالسلام يقول : إذا كان يوم القيامة جمع اللّه الناس في صعيد واحد من الأوّلين والآخرين عراة حفاة ، فيوقفون على طريق المحشر حتى يعرقوا عرقاً شديداً وتشتدّ أنفاسهم فيمكثون بذلك ما شاء اللّه ، وذلك قوله : ( فَلا تَسْمَعُ إلاّ
__________________
١ ـ أمالي الصدوق : ٣٧٣ ـ ٣٧٤ ، ح ٤٧١ ، المجلس التاسع الأربعون.
٢ ـ أمالي الطوسي : ٢٢٨ ، ح ٥٠.